أحمد عبد السادة
بعد كل ما جرى منذ يوم 25 تشرين الأول وحتى أحداث جامعة واسط وكربلاء.. هل ما زال البعض محتاجاً لدليل على انحـراف التظاهرات الشعبية السلمية عن مسارها ودخولها في منطقة الصراعات السياسية والفوضى والعنــف والبلطجــة والانفلات الأمني وتحقيق الأجندات المشبوهــة كأجندة حــرق مقرات الحشد وغلق المدارس والجامعات بالقوة وإجبار الطلبة على ترك مقاعد الدراسة؟!
منذ العنــف الذي شهدته ليلة 25 تشرين الأول والذي تمثل بالاعتداءات على مقرات الحشد الشعبي في ميسان وذي قار والديوانية، فضلاً عن التفاصيل المؤلمة لحادثة مقتـــل الشهيد وسام العلياوي وشقيقه وسحــل جثتيهمــا والتمثيل بهما، عرف الكثير من الناس بأن التظاهرات تم اختطافهــا من قبل جهة سياسية مسلحــة وستتحول إلى "عصا" بيد هذه الجهة لتصفية حساباتها مع خصومها، وهو ما حدث فعلاً لاحقاً.
وعلى إثر ذلك انسحب العديد من المتظاهرين السلميين "الواعين" - ومن ضمنهم أصدقاء - وتركوا الساحات وعادوا إلى بيوتهم لأنهم لم يرغبوا بأن يكونوا أدوات - دون إرادتهم - بيد هذه الجهة.
هذا الكلام بالطبع ليس موجهاً لأتباع الجهة الخاطفــة للتظاهرات ولا للمنتفعين من التظاهرات ولا للمراهنين على الفوضى والاقتتــال الأهلي ولا للمخربيــن وراكبي الأمواج بل هو موجه للمخدوعين والمغرر بهم الذين ما زالوا يظنون حتى الآن بأن التظاهرات ما زالت شعبية ومطلبية!!
لقد صدق المتنبي عندما قال:
وليس يصحّ في الأفهام شيءٌ
إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ.
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha