🖊ماجد الشويلي
إن من المعلوم أن اسرائيل منذ نشأتها في 1948 كانت محمية غربية تكثف الدور الامريكي في مساندتها وتثبيت قدراتها عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية اكثر من كل الدول الغربية مجتمعة ، وتعود العلة في ذلك لاسباب دينية وعقائدية واخرى اقتصادية ومصلحية يطول المقام بشرحها .
الا ان ماهو مفروغ منه أن اسرائيل تتمتع بدعم عسكري ومالي وامني استثنائي وكما كان يعبر عن ذلك بان اسرائيل ماهي ((الا ثكنة عسكرية امريكية متقدمه)) مجهزة باحدث ما تتوصل اليها الابداعات التسليحية الامريكية والغرب عموما ، فحين تقدم ايران على تدمير اكبر قاعدة عسكرية امريكية في المنطقة(عين الاسد) مجهزة باحدث اجهزة الرصد وتقنيات التجسس والمراقبة والمتابعة بهذه الدقة والسرعة ودون ان تستخدم فيها كامل قدرتها الجوية واحدث مالديها من امكانيات صاروخية ،فان ذلك يعني حتما أن القواعد الاسرائيلية بل اسرائيل نفسها لم تعد في مأمن من صواريخ المقاومة والجمهورية الاسلامية خصوصا بعد الفشل الذريع لمنظومة الدفاع إم-آي-إم 104 باتريوت بحماية اسرائيل من صواريخ غزة البدائية نسبيا قياسا بالصواريخ الايرانية ، بل وحماية قاعدة عين الاسد نفسها من صواريخ ايران . ولم تعد واثقة بقدرة امريكا على حمايتها بعد ان عجزت عن حماية نفسها .
ومن هنا اجد اننا على اعتاب تحول جذري بطبيعة العلاقة بين اسرائيل وامريكا بل بين امريكا وحلفائها جميعا في المنطقة ستظهر آثاره قريبا .
فتحول الهدف الستراتيجي لدى محور المقاومة بشكل عام من العمل على زوال اسرائيل فحسب الى العمل والسعي الحثيث لاجتثاث الوجود الامريكي من المنطقة فهو امر واقعي وليس مجرد تكهن او استشعار بقدر ماهو واقع صرح به الامام الخامنئي كامر شرعي للشروع الفعلي بتطبيق هذه الستراتيجية مع مؤشرات عملية وفعلية على قدرة محور المقاومة على ارغام امريكا على الخروج من المنطقة وخير مثال على ذلك ماحصل في العراق من اقرار مجلس النواب العراقي من الزام الحكومة بجلاء القوات الامريكية مدعوما بزخم شعبي ظهر جليا في الحشود الشعبية المليونية التي صدحت حناجرها بهتافات
((الله اكبر امريكا الشيطان الاكبر))
وهو ما يعني بالضرورة ان الجغرافية التي كانت تامل اسرائيل من ارساء قواعد صفقة القرن عليها ستلتهب، وهو مايعني عمليا موتا كلينيكيا لهذه الصفقة . وبمعنى آخر استحالة تمتع اسرائيل بوضع طبيعي في المنطقة خاصة أن قرار اخراج امريكا من المنطقة يعني فيما يعنية تشكيل الوية المقاومة الدولية على كل جغرافية المنطقة ومنها اعادة تفعيل المقاومة في الجولان .
ولعلنا نقف الان على اعتاب انتفاضة شعبية جديدة في فلسطين بمعايير جديدة تلتحم فيها مع الحراك الشعبي العام في المنطقة للمطالبة بخروج امريكا بل بمقارعتها عسكريا حتى هزيمتها .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha