علي عبد سلمان
تسارعت الأحداث في هذا الأسبوع، ولكن هناك أربعة أحداث مهمة جدا حصلت في هذا الأسبوع، أعتقد أنها ومن وجهة نظري تمثل تفاعلا قد ينتج مخرجات خطيرة يجب الحذر منها .
(الحدث الأول) هو اغتيال الشهيدين السعيدين اللواء قاسم سليماني، والقائد الحشدي الكبير أبو مهدي المهندس، رحمهما الله.
لم يتوقع الامريكان أن هناك تفاعلا كبيرا يكاد يكون مليونيا في العراق، ضد جريمة اغتيالهما، ولكن الذي حصل ولم يكن متوقعا، هو دخول المرجعية الدينية الشريفة على الخط وبقوة (وهو الحدث الثاني)، حيث الهبت نفوس الناس وعقولهم بخطبتها التي دعت فيه دعاء أمير المؤمنين عليه السلام في الحرب، وترحمت على شهداء هذه الفاجعة، ووصفتهم بأبطال الانتصار على الحشد، بل وكان هناك حضورا لمراجع الدين الكرام وكبار شخصيات الحوزة الدينية، للصلاة على جنائز هؤلاء الشهداء، مع دموع غزيرة انهمرت من عيونهم المباركة، كل ذلك رسخ في وعي الجمهور الشيعي، عظم الفادحة، وشدة استنكار المرجعية لهذه الفعلة، والتنديد بمن فعلها.
كل ذلك قاد (للحدث الثالث) : قيام جوكرية المظاهرات من أتباع السفارات، بإنزال إعلان كبير يرومون فيه إشعال مظاهرة كبيرة في يوم 10 من هذا الشهر، ورفعت لافتات عدائية وبقوة تطالب بازاحة المرجعية الدينية من مشهد الحياة السياسية والحياة العامة! في حركة عداء واحتقان، بعد أن سحبت المرجعية كل بساط كانت تعتمده قوات الاحتلال الأمريكي، وكل ما عملت عليه شعبيا واشتغلت عليه جماهيريا في العراق، من أجل فك عرى الوثاق ما بين المرجعية والشعب، ما بين الحشد والشعب، ما بين العمامة والشعب، فكان تشييع الشهيدين، صرخة مليونية عراقي، لطمت الأفواه الجوكرية التي كانت تتجاهر بعدائها للدين والمذهب ورموزه ومرجعياته.
إذن
لدينا حدث يوم 10/ 1 من المقرر أن يكون حدثا كبيرا، وقد يكون مبرمجا ومخططا له أن يكون عدائيا دمويا جدا، تحت مسمى المظاهرات، كل ذلك قاد لــ (الحدث الرابع) الذي حدث اليوم، وهو قيام القوات الأمريكية باستحضار اعداد كبيرة من قواتها العسكرية، وأنزلتها في معسكر التاجي، إضافة لإستحضارها للكثير من الأجهزة والمعدات الحربية (كما صرح بذلك المحلل العسكري هشام الهاشمي في تغريدة له).
واذا علمنا أن معسكر التاجي هو الأقرب إلى العاصمة بغداد، والتي ستجري فيها مظاهرات يوم 10/ 1 المخطط لها مسبقا، فأنا أعتقد أن ما تبتغيه أمريكا من تحقيق عملية انقلاب على الحكم ستحاول تحقيقه في هذا اليوم، (مع علمنا بوجود قرار برلماني من ممثلي الشعب، ينص على طرد القوات الأمريكية من العراق).
هذا اليوم أعتقد سيكون يوم فوضى كبيرة، ستحاول ذيول السفارات إشعال الفوضى وجر الحشد والقوات الأمنية للإقتتال معها، ليعقبها تدخل امريكي لحماية أتباعها، والعمل على استحصال قرار أممي من أجل اسقاط الحكم في العراق.
خاصة وأننا نعلم بأن الخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية من أجل اخراج أمريكا، واقامة تلك الإتفاقية الكبيرة مع الصين، وسحب البساط الإقتصادي والسياسي من تحت أقدامها، قد قادها إلى الجنون.
أعتقد أن ورقة يوم 10/ 1، هي آخر ورقة في مشروع الإنقلاب الأمريكي المنتظر .
ـــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha