علي عبد سلمان
يُحكى أن أحد ملوك فرنسا بلغه أن حاخاماً يهودياً يقول: إن اليهود سيحكمون العالم.. فأستدعاه الملك وقال له:
أنتم مستضعفون في الأرض، ومتفرقون في البلاد، فكيف تحكمون العالم؟ هات برهانك.
أجابه الحاخام: لو سمح لي جلالة الملك، أن أطلب من الوزراء والأمراء في مملكتكم أن يحضّروا لمصارعة الديوك، وأنا بدوري سأحضر ديكي وسأغلبهم جميعاً.
تعجب الملك من هذه الثقة التي يتكلم بها الحاخام اليهودي، لكنه أراد أن يصل معه الى النهاية، وصار متشوقاً ليرى كيف أن اليهود سيحكمون العالم.
استجاب الملك لطلب الحاخام، وأمر جميع الوزراء والأمراء أن يحضّر كل واحد منهم ديكاً قوياً إلى حلبة مصارعة الديوك لتتصارع الديكة، ويتثبت من كلام الحاخام وادعاءه.
فعلاً وبعد ثلاثة أيام أنعقدت الحلبة، وجاء الوزراء والأمراء بديوكهم، وجاء الحاخام اليهودي بدوره مصحوباً بديك هزيل ضعيف وأدخله الحلبة مع باقي الديوك، وبدأت المصارعة بين الديوك الأقوياء، الا انَّ ديك الحاخام تخبأ وبقي بعيداً عن الصراع، تاركاً الديوك القوية تتقاتل وتتصارع مع بعضها البعض حتى تغلب ديك واحد على جميع الديوك الموجودة فى الحلبة… ووقف ذاك الديك منتصراً متبختراً على أرض الحلبة وجسمه قد أنهكه الصراع، والدماء تتقطر منه…
وفجأة خرج ديك الحاخام اليهودي الهزيل الضعيف، واقترب من الديك المنتصر المنهك، وقفز على رأسه ونقره نقرة قوية أدت إلى مقتله، فانتصر ديك الحاخام الهزيل، ووقف اليهودي امام الملك قائلاً له: أرأيت كيف سنحكم العالم…
وهذا واقعنا، في أمتنا العربية وفي كل وطن من أوطاننا… واقع مرير، نصنعه بأيدينا، فينتصر الآخرون.
نقاتل بعضنا البعض، حتى يأتي من ينقضُّ علينا، ويقاتلنا، والغلبة ستكون من نصيب هذا العدو الهزيل.
نقاتل انفسنا بذاتنا، بطوائفنا وتعنّتنا، وتفرّقنا،وكرهنا لبعضنا البعض.
جهلنا يقتلنا! لم نتعلم من تجارب الماضي ومن الحروب الأليمة التي حلّت بنا، نحن الديوك القوية، الأقوياء على بعضنا فقط، ندمر ذاتنا، ونخرب مؤسساتنا وبنياننا.
فمتى نستفيق من سباتنا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha