المقالات

العجلة من الشيطان

1575 2019-12-26

🖊ماجد الشويلي

لست ادري ما الذي يدفع بالعراقيين جميعا وانا اعني ما اقول ، وليس بالسياسيين فحسب لانتهاج السرعة والتعجل باقرار القوانين الهامة والمفصلية كاقرار الدستور وقانون الانتخابات والمفوضية وغيرها .

ونحن نعلم أن الجميع كان يتحدث عن الثغرات في الدستور بحجة انه  قد كتب على عجل .

واذا بساحات الاحتجاج والسياسيين وعلى وقع ضغوطات المرجعية الدينية من جهة والصخب العام من جهة اخرى يعمدون لسن قانون الانتخابات والمفوضية بوقت قياسي فيه الكثير من السرعة التي تمنع من رؤية ثغراته وهفواته وماسينجم عنه مستقبلا من من تداعيات.

فما الذي سيحدث حينها لو اكتشف الجميع انهم قد صاغوا قانون الانتخابات تحت مقصلة الضغط الشعبي وانه سينتج برلمانا يصعب ضبط ايقاعه وان مايعرف بالكتلة الاكبر المعنية بتشكيل الحكومة لن تتشكل بسهولة ابدا وسنترحم على الخلاف الحاصل بين كتلتين تدعي كل واحدة منهما انها الاكبر ، فالانتخابات على اساس الفائز الاول باعلى الاصوات تعني وصول جمهرة كبيرة من النواب الذين ليس لهم قيد تنظيمي يضبط عملهم وقراراتهم داخل المجلس حتى يحدونا الامل لتبلور الكتلة الاكبر بيسر وسهولة!!

يبدو اننا سنجد انفسنا بصيغة ديمقراطية نيابية هي الاقرب في جوهرها لديمقراطية اثينا المباشرة مع رتوش وتاطيرات هنا وهناك والدليل هو هذا التناغم الكبير بين مايرفع من مطالب في ساحات التظاهر ومايتم الامتثال اليه من الساسة على عجل !!!.

أما كان بالامكان الابقاء على رئيس الحكومة ريثما تشرع هذه القوانين الاخيرة وليس العكس ، والغريب ان اغلب منسقيات التظاهرات صرحت ان ليس لها مشكلة مع رئيس الحكومة بقدر ماتسعى لاصلاحات جذرية تتعلق بالتشريعات والقوانيين وصولا لتعديل الدستور ، الامر الذي كان يمكن تحقيقه دون الحاجة للدخول في مهاترات ولغط تسمية رئيس الحكومة وهي حكومة انتقالية لها مهام محددة لاتستوجب كل هذا الاصرار والتعنت من قبل الاطراف المعنية لو كان الامر كما هو عليه في الظاهر ولايستبطن امرا آخر غير مستبعد ان يكون الغاء مقررات الاتفاقيات مع الصين اهم شروط ومحددات رئيس الحكومة المقبل  .

 او حل الحشد بطريقة تذويبه في المؤسسة العسكرية بشكل يفقد معه خصوصيته .

ولايستبعد وسط هذا الانفلات الامني وفوضوية الممارسات الديمقراطية أن يتحول حل الحشد الى مطلب من مطالب ساحات الاعتصام ، فمن وجد نفسه قادرا على التحكم بتحديد مواصفات رئيس الحكومة خارج الاطر الدستورية ومن خلال اثارة القلاقل والشغب حتما ستنفتح شهيته لمطالب اخرى لا تقل اهمية عن تسمية رئيس الحكومة .

(ولله عاقبة الامور)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك