دققوا معي في الصور ..
علي عبد سلمان
انّها ليست حملات لـ"محو الأمية" ولا لتعليم الجيل الماضي.. انظروا الى فرد فرد من الجالسين.. هل تعلمون من هم؟ ولماذا ينغمسون بهذا المقدار في الشاشة على كبر سنهم؟ انهم جنودٌ وقيادات في (الجيوش الالكترونية).. يعملون يومياً لمدة (12) ساعة في صناعة الصفحات الوهمية، والمنشورات، والتغريدات، والحملات .. (1200) رجل وامرأة، يجلسون في معسكر مغلق في (البانيا) همّهم الوحيد (التوجيه الفكري والثقافي والسياسي): همّهم (انا) و (انت) يملكون عشرات الالاف من الصفحات الوهمية في مختلف منصات التواصل الاجتماعي.. اخي العزيز: اطلب منك ان تنظر ملياً في الصورة و تحفظ الملامح جيداً.. من هنا فصاعداً .. كلما وجدتَ منشوراً مزيّفاً .. او تعليقةً سوداوية .. او شائعة تسقيطية تستهدف النسيج الاجتماعي او تريد ان تزرع بدل الأمل (اليأس) تذكر هذه الصورة.. لأنها قد تكون من صناعة هذا المكان ( او من امثاله). فقد تكون تلك (الفتاة) ذات الثمانية عشر عاماً، التي تصادقها في حسابك، وتظنها طالبةً جامعيةً في مدينتك .. عجوزة شمطاء في هذا المكان. قد يكون ذلك (الفتى) الذي يشير صفحة حسابه على أنّه طالب في (المستنصرية) و يعمل في (كلام في الحب).. هذا الرجل الكهل. اقول: ربمّا! دعونا لمرة واحدة فقط: لا نصدّق الدعايات والشائعات .. لا نكون وقوداً في حملات (تسقيط) .. (قد) تكون مصممّة لتمزيق المجتمع.. دعونا لمرة واحدة .. نحارب هذه (الطفيليات)، اصحاب الصفحات الوهمية، الذي يختفون خلف صور جميلة، لكن حقيقتهم خُبثٌ و حقد. عندها .. سنجد الحياة ليست بالقدر السيء الذي نظن، ولن يتسلل (الخوف) و (اليأس) و (القلق) عندئذ الى قلوبنا.. عندها نستطيع ان نعرف الخيرَ من الشر.. ولا ننظر الى الجميع بعين الشر. صدّقوني: قد فعلتُ ذلك .. فكانت النتيجة ايجابية تماما. اخيراً: الصورة من معسكر (اشرف3) الذي بُني بتمويل (سعودي) و تنسيق (امريكي) في قرية نائية في البانيا نُقل اليه افراد (منظمة مجاهدي الخلق) الايرانية – بعد طردهم من العراق- .. ربما يكونوا ذباباً الكترونياً ضد حكومة إيران و شعبه، ولا دخل لهم بنا. اقول: ربما.. ولكن كم من امثال هذه المعسكرات في العالَم تستهدف ( الشباب العراقي ) ؟!
https://telegram.me/buratha