🖊ماجد الشويلي
يعد تقرير مؤسسة (RAND) البحثية الصهيوأميركية الذي اصدرته عام 2007 انقلابا جوهريا على الاسس التي اعتمدتها هذه المؤسسة لوضع دراساتها حول الاسلام والمسلمين . ونظرا لكون سياسات البيت الابيض تعتمد كثيرا على نتاجات هذه المؤسسة البحثية الكبيرة ، فقد راينا أن ماتوصلت اليه في تقريرها الذي اشرنا له آنفا قد انعكس بشكل عملي ومباشر على سياسات الولايات المتحدة في العالم الاسلامي وفي العراق على وجه الخصوص باعتباره محتلا من قبلها آنذاكومستهدفا منها لحد الان .
إن خلاصة ماخرجت به هذه المؤسسة واوصت به الادارة الامريكية يقوم على اساس وضع المسلمين جميعا في خانة واحدة بعد ان كانت ترى ان دعم من تسميهم المعتدلين من المسلمين لمواجهة المتطرفين منهم يصب في مصلحة الولايات المتحدة واسرائيل ايضا.
هذا الانقلاب في الرأي اسمته (اعادة ضبط الاسلام) لانها توصلت نهاية المطاف الى ان المسلمين جميعا بكل مسمياتهم يؤمنون بالمنظومة التشريعية الاسلامية ويقدسونها وانها بمضامينها العقائدية والفكرية ترفض الغطرسة الامريكية وهيمنتها على الشعوب . ولابد حينئذ من اعادة صياغة المفاهيم والتشريعات الاسلامية بما يتوافق مع الرؤية الامريكية (الاسلام الديمقراطي الامريكي) الذي نظرت له اليهودية شيريل برنارد رئيسة هذه المؤسسة في احدى الفترات .
هذا الاسلام لايرى بان امريكا عدوة للشعوب ولايجد ضيرا بدمج اسرائيل في المنظومة الاسلامية ويرى امكانية بل وضرورة ايجاد منظومة قيم اخلاقية من وضعهم تقوم مقام الموروث الديني والشعبي .
واهم مافيه هو تقديم صورة متوحشة عن الاسلام لتساهم بدفع المسلمين للاحتماء بالنموذج الاسلامي الجديد الذي اعيد ضبطه بتقنيات امريكية صهيونية .
وكان لابد ان لا يقتصر التوحش على مذهب دون مذهب ، الجميع سنة وشيعة يجب ان يكونوا متوحشين امام الراي العام الدولي وامام شعوبهم وبالاخص الاجيال الناشئة !!
ولهذا راينا في بداية الهجمة الارهابية على العراق كيف كانت القنوات الفضائية تنقل لاوربا مشاهد الذبح التي يقوم بها الارهابيون تحت صيحات (الله اكبر) وخلفهم يافطة مكتوب عليها كتيبة عمر بن الخطاب وبعد فترة يتكرر نفس المشهد ولكن اليافطة مكتوب عليها كتيبة الامام علي ع ، ومن الواضح ان الهدف من ذلك هو خلط الاوراق وتقديم الاسلام كل الاسلام على انه بشع وهذه صورته ؛ اذا لابد من معاضدة دولية لاعادة ضبطه بمايتلائم مع طبيعة العالم المتحضر .
وقطعا ان ذلك لايتم الا من خلال مايعرف بغرس (الاقتران الشرطي) في اذهان الناس فتكون الصورة النمطية عن الاسلام هي الذبح والهتك والاغتصاب وما الى ذلك .
فما ان يسمع احدهم بعد ذلك بكلمة (الله اكبر) حتى تحضر لديه صورة الذبح واسم عمر بن الخطاب او اسم الامام علي ع
وهذا ماحدث بالفعل في اوربا بل وفي بلداننا الاسلامية لدرجة ان كلمة الله اكبر صارت مفزعة يهرب منها من يسمعها ظنا منه ان حزاما ناسفا سوف ينفجر عليه .
والحقيقة رغم محاولتهم استخدام اسم الامام علي ع في مثل تلك المحاولات لكنهم لم يتمكنوا من جعل الارهاب مقترنا باسم الشيعة لاسباب عدة يطول شرحها واهمها ان المنفذين للاعمال الارهابية كانوا ينتمون لدول معروفة بتوجهاتها ومدارسها الدينية .
لذلك لابد من تشكيل مجاميع ارهابية شيعية تقوم بذات الفعل الذي تقوم به جماعات داعش من قتل وذبح وسحل وتعليق وغيره ، مع امر مهم يتمثل باطلاق شعارات وهتافات شيعية ك(علي وياك علي) حتى يدخل التشيع برمته في خانة التوحش من خلال الاقتران الشرطي الذي اشرنا اليه سابقا .
خاصة لو عرفنا ان مثل اسم الامام علي ع والحسين والعباس ع يتم ترديدها في التجمعات المليونية الكبيرة كزيارة الاربعين ،فما الذي ستنصرف اليه اذهان العالم حينها غير ان كل هؤلاء ارهابيون قتلة ذباحون مجرمون
(والعياذ بالله) وهنا مكمن الخطر ولعلها الغاية من الافعال الارهابية الاخيرة
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha