🖊ماجد الشويلي
قد يبدو هذا العنوان غريبا ؛ فالمعروف هو أن مجاميع الجوكر {وهم غير المتظاهرين السلميين تماما} المرتبطة بالسفارة الامريكية، هي التي قامت باعمال الشغب والتخريب ، ونشر الفوضى في البلد، منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية مطلع اكتوبر الماضي وماتلاه من احداث .
لكن المتمعن بمشهد الوقائع التي جرت تلك الايام ، يمكن له ان يكتشف حقيقة ، أن جماعة الجوكر كانوا بالفعل ضحية لخداع امريكا التي جعلتهم (محراث النار).
فمن المعلوم أن جل هؤلاء الشباب كانت قد غررت بهم امريكا وخدعتهم ، ورسمت لهم صورا طوباوية تعلقوا بها بشدة . حتى ظنوا انهم بالفعل يقودون ثورة تغيير حقيقية ، وأن امريكا تسنادهم فيها وتدعمهم . وان غايتها من ذلك كله هو تحقيق رفاهيتهم وسعادتهم لاغير .
مثلهم في ذلك مثل السياسيين الذين صدَّقوا بان امريكا اسقطت صدام لسواد اعينهم ، وانها جاءت لتمكنهم من حكم العراق ليتمتعوا بثرواته وخيراته، لافرق بينهم مطلقا . رغم أن الجوكر يابى الاتعاظ بماجرى للسياسيين الحاليين في السلطة ولازال يعيرهم .
((وتلك الايام نداولها بين الناس))
إن هولاء الشباب الذين اندفعوا بزخم العاطفة ووثبوا بالروح الحماسية ، هم ابناؤنا واولاد مناطقنا وبيئتنا الاجتماعية . زرعت فيهم الولايات المتحدة روح التمرد والتنكر للثوابت التي نشأوا وتربوا عليها . حتى صاروا غرباء عن محيطهم الاجتماعي وثقافتهم الاسلامية .فما بين التهجم على مراجع الدين والدعوة لتحليل ماحرم الله، واطلاق العنان للشهوات ،والرغبات ،والدعوة لتقليد الغرب بكل تفاصيل حياته وحيثياته اليومية .
بات الواحد من اتباع الجوكر منبوذا بين عشيرته ، بل وبعضهم في اسرته . ولما انطوت عليهم حيلة الشيطان الاكبر ، ودفعت بهم للتخريب والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة . انما كان ذلك لغاية واحدة سعت اليها امريكا وحققتها . وهي ازاحة رئيس الوزراء الذي تمرد عليها وحاول الخروج من ربق هيمنتها باتفاقيته الاقتصادية الشهيرة مع الصين وبقية الخطوات الاخرى المشابهة لها في صعد اخرى وتضمين الدستور والقوانين تشريعات تمنع وصول اي شخص يحمل هاجس السيادة والاستقلال او يفكر بالتمرد عليها لاحقا.
وسرعان ما سنجدها قد تخلت عنهم وتركتهم لوحدهم في مواجهة الملاحقات القانونية والعشائرية والمنبوذية الاجتماعية .
فامريكا معروف عنها انها لاتحمي حلفائها ، ولا اصدقائها . وكم قد تخلت عن زعماء سياسيين كبار كالشاه وصدام وحسني اللامبارك وهم الذين قدموا لها خدمات جليلة يصعب حصرها وعدها .
من هنا سيكون الجوكر ضحية ، لانه فقد تعاطف واسناد المرجعية الدينية، وفقد تعاطف الناس ودعمهم ، ولن يحصل على مبتغياته التي اطمعته فيها امريكا ورغبته بها .
ورغم ذلك كله ؛ فاننا مسؤولون جميعا على ضرورة العمل الجاد لاعادة دمج هؤلاء الشباب في الجتمع مرة اخرى ، ومعالجة ما تعرضوا اليه من آفات فكرية وعقائدية وتربوية . فان تركهم والتخلي عنهم بعد ان تتركهم امريكا _وهو ماسيحصل قريبا _ سيدفع بهم للتطرف اكثر وستكون مهمة اعادة تأهيلهم مرة اخرى شبه مستحيلة !
https://telegram.me/buratha