🖊ماجد الشويلي
سعت الولايات المتحدة الامريكية جاهدة لتعريض العراق لعقيدة الصدمة التي نظرت لها الباحثة الكندية ناعومي كلاين وذلك من اجل محو ذاكرته الحضارية والقيمية تمهيدا لغرس الثقافة الامريكية في المجتمع العراقي بدلا عنها. ولذلك نرى ان امريكا قد عمدت عنوة لهدم البنى التحتية في العراق ابانراحتلالها له بشكل كامل تقريبا وحرصت على سرقة آثاره الحضارية ومكنت داعش بعد ذلك من هدم مالم تتمكن من هدمه لانها تعرف جيدا ان بلدا مثل العراق بعمقه الحضاري واصالته التاريخية لايمكن تطويعه للانصهار في الثقافة الامريكية الوافدة والانخراط بمحورها المشؤوم الذي يستهدف الامة بحاضرها وماضيها ومستقبلها وكل مالديها من مقدرات وثروات ببساطة مالم يتم تعريضه لهزة عنيفة جدا تطيح بموروثاته جميعا بل ومحو تاريخه الحضاري والثقافي في آن واحد .
ومن المعلوم أنه كلما كانت الحضارة متجذرة في بلد ما كانت الحاجة لان تكون الصدمة اشد لكي تتمكن قوى الشر من محو ذاكرته.
لكن الذي حصل ان الشعب العراقي رغم كل الذي تعرض له ظل متمسكا بتراثه وهويته وانتمائه الديني والعروبي وثقافته الشرقية الاصيلة التي تأبى الخضوع والخنوع للغزاة وترفض التنكر لقيم الخير والتحول لاداة بيد الاشرار .
فماكان من اعداء العراق الا ان يعيدوا الكرة في مساعيهم لمحو ذاكرته القريبة ذات النكهة الاسلامية التي انشأها وهو يتمتع بقسط من الامان والحرية بعد تخلصه من دكتاتورية البعث المقيته وتمكن فيها الشعب العراقي من التعبير عن هويته الحقيقية في مناسبات ومواقف عدة كان من ابرزها احياؤه لمراسيم زيارة اربعينية الحسين ع المليونية وماتنطوي عليه من مداليل عظيمة وكبيرة تقوم على اساس حبه وارتباطه باهل البيت ع .
ولذلك نرى اصرار الجماعات المندسة في التظاهرات والمرتبطة بالاجندات الامريكية تركز على حرق وهدم كل الشخوص العمرانية الحضارية وتحرص على هدم مراقد الرموز الدينية التي قارعت الطاغوت خوفا من بقاء هذه المراقد منارة تذكر الشعب العراقي بمآثره البطولية في مقارعة الدكتاتورية المدعومة من الامريكان .
ونحن على يقين انهم لو تمكنوا لاسمح الله من هم مراقد الزعامات الدينية وكانت ردة الفعل متهاونة معهم في هذا الامر سيندفعون بعدها بكل قوة وتنفتح شهيتهم لهدم المراقد المقدسة في النجف وكربلاء لانهم يعتقدون وهم على حق ان هذه المراقد هي الشاخص الحقيقي الذي يحدد هوية العراق الحقيقية
https://telegram.me/buratha