🖊ماجد الشويلي
من المعلوم أن مجلس الامن القومي الامريكي قد اقر نظرية الدومينو وادرجها في تقريره حول الهند الصينية عام 1952
خوفا من تمدد الشيوعية الى جنوب شرق آسيا بالكامل. وقد نسبت هذه النظرية فيما بعد للرئيس الامريكي ايرنهاور وعرفت باسمه فهو الذي اشار اليها في خطابه الشهير عام 1954 حول الحرب بين فيتنام وفرنسا .
ولا زال لهذه النظرية من يناصرها في البيت الابيض رغم الانتقادات التي تعرضت لها من قبل بعض المنظرين الامريكان انفسهم بناء على التنافس الذي حصل بين الصين والاتحاد السوفيتي آنذاك والصراع بين فيتنام الشيوعية وكمبوديا الشيوعية ايضا .
وفي الحقيقة ان هذه النظرية يمكن وضعها كظاهرة علمية عالمية في اطار تاريخي تجسدت فيه بشكل جلي بانتشار الشيوعية في العالم.
ويبدو ان المنظرين في الادارة الامريكية رغم انهم يتباينون بنظرتهم وتاييدهم لصحة هذه النظرية الا انهم مجمعون تماما على ان محور المقاومة بقيادة الجمهورية الاسلامية في ايران يتمدد في جميع ارجاء العالم وبالاخص في الدول المحيطة باسرائيل وفقا لهذه النظرية بدقة عالية .
هذا التمدد يعتمد خصائص وميزات تختلف عن تلك الخصائص الايدلوجية التي توسعت فيها الشيوعية حين دخلت الصين وبقية دول العالم
والمفارقة ان التمدد الشيوعي كان يقوم على اساس ايدلوجيا تحارب الدين اما ايدلوجيا المقاومة ان جاز التعبير بقيادة ايران واتساع رقعة محور المقاومة فهو قائم على اساس احياء قيم الدين ومقارعة الطغيان والاستكبار العالمي .
ولايقتصر طريق انتشار الفكر الديني المقاوم على الولوج لبقية الميادين من خلال النخب والفعاليات السياسية فحسب بل اول مايلج عبر القنوات الشعبية ، الامر الذين جعل من هذا الخط اكثر اندكاكا في واقع المنطقة واصدق تعبيرا عن هويتها من الطبقات السياسية الحاكمة فيها .
مما دفع بالامريكان وحلفائهم من الصهاينة وحكام الخليج بالتخطيط الجدي لايقاف تسونامي المقاومة قبل ان يأتي على عروشهم ويزيل سلطانهم بالكامل .
الا ان التخطيط هذه المرة اخذ له شكلا مغايرا عما سبقه . فقد اتخذ القرار على ان يتم استهداف دول محور المقاومة باسلوب ناعم جدا وبادوات شعبية تنتمي لابناء جلدتهم يراد لها ان تنقلب على المقاومين ، بنسق يجري عكس ما تقوم عليه نظرية الدومينو .
بمعنى انهم حاولوا افشال الدولة في لبنان ثم العراق وصولا لايران (راس المحور ) التي فجروا فيها الفتنة لكنهم فوجئوا بيقظة القيادة الايرانية واجهزة الدولة والحضور الميداني الواعي للشعب الايراني كافة فاجهضت مؤامرتهم الخبيثة بوقت قياسي وبقيت ايران عصية على عليهم . وبذلك يمكن القول بان المؤامرة على محور المقاومة قد انتهت وبقيت ارتداداتها فحسب .
ولم يعد هنالك من خوف على المقاومة سواء في لبنان او العراق وفلسطين وغيرها من الاماكن . وسيعود محور المقاومة اقوى مماكان عليه موظفا مخرجات الازمة الحالية لتعزيز مكانته جماهيريا وتطوير ادوات العمل وآلياته بمايتناسب مع استحقاقات المرحلة الحساسة والمفصلية في حياة الامة
https://telegram.me/buratha