المقالات

الامام علي "ع" والمرحلة الاولى من فتنة قتل عثمان

1687 2019-11-03

🖊ماجد الشويلي

 

في الظاهر كانت السيدة عائشة قد خرجت من مكة ثائرة ومنتفضة على فساد السلطة ، مطالبة بقتل الخليفة الذي نعتته ب(نعثل) في شعارها الذي تقول فيه ((اقتلوا نعثلا فقد كفر))

نعثل هذا هو رجل يهودي طويل اللحية قيل انه يشبه الخليفة عثمان وقيل انه غبي ولعلها ارادت من وصفها اياه بنعثل هذه الخصلة تحديدا .

المهم ان عائشة حين وصلت لاطراف المدينة وسمعت بقتل الخليفة لم تكترث كثيرا لقتله لانه كان الهدف من خروجها من مكة. اما الذي اكترثت به كثيرا وقلب عندها الموازين هو سماعها بان الناس قد بايعت عليا ع بالخلافة ؛وعندها صرخت ((قتل الخليفة مظلوما)

ثم خرجت وهي ترفع يافطة جديدة مضمخة بالدماء ، هي اشد من شعارها الاول تاثيرا بالنفوس(قميص عثمان) مطالبة بدمه من اشد الناس دفاعا عنه واحرصهم على حياته الا وهو امير المؤمنين علي  ع كما هو معروف .

اذا ما الذي يمكن لنا استخلاصه من هذه الواقعة وطبيعة تعاطي الامام علي ع معها .

 اولا : لو تمكن المتظاهرون  من تحقيق غاياتهم التي رفعوها شعارا لهم لاينبغي ان تكون لهم اليد الطولى في التغيير  لوحدهم،  بل يتم اشراك الجماهير  على نطاق واسع في اختيار البديل .

الامر الذي من شأنه فضح اصحاب النوايا المريضة واسقاط ما في ايديهم من مدعيات زائفة ويحقق لعامة الناس مطالبهم المشروعة واستحقاقهم في اختيار السلطة الحاكمة

ولعل هذا ما ارادته المرجعية الدينية من تاكيدها على ضرورة اشراك عموم الشعب العراقي في عملية الاستفتاء على اجراء التعديلات الدستورية

وان لايتم اختزال ارادة الامة برغبة جهة معينة مهما بلغت مكانتها في المجتمع وان كانت زوج الرسول (ص) وام المؤمنين عائشة

الثاني :ان من يقع عليه خيار الامة بعد ذلك لا ينبغي له ان يتهافت على السلطة ويهرع اليها دون ان يتثبت ويبين للامة طبيعة التعقيدات والملابسات  التي ستواجههم والتي تعاني منها الدولة بالاساس. وان ياخذ منهم العهد وتوطين النفس على تحمل المكاره ودفع ضريبة اختيارهم البديل الافضل الذي يرومونه .

بهذا المنطق خاطب الامام علي ع الامة وهم ينثالون عليه كربيضة الغنم :((دعوني والتمسوا غيري فانا لكم وزير خير مني امير))

لعلمه بمايستلزمه اختياره من تداعيات خطيرة على الامة يجب ان تعيها وتستعد لتقبلها لكنه مع ذلك الزمهم الحجة بضرورة اتباعه وطاعته بكل الاحوال فقبلوا بذلك وكان بعدها ماكان .

وكما قال عليه السلام

((لله امر واقع في المستأثر والجازع))

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك