🖊🖊ماجد الشويلي
من المؤسف ان اغلب الساسة في العراق وعلى وجه الخصوص اولئك الذين ينتمون لمدرسة الامام علي ع ويوالنه لم يلتفتوا لتلك الركيزة الاساسية التي وضعها الامام علي ع لاستقرار الحكم وتحقيق الرضا المجتمعي فيه ؛حين قال عليه السلام :
(( إن الله فرض على أئمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الخلق لكي لايتبيغ بالفقير فقره))
هذه الركيزة الهامة التي التفت لها الامام الخميني (رض)ومن بعده القائد الخامنئي (اعزه الله) حين امسكوا بزمام السلطة وشؤون الحكم في ايران .
فلقد ترك الامام الخميني قصور الشاه واصدر اوامره بمنحها للشعب وراح يسكن في دار متواضعة باحد الاحياء الفقيرة والازقة الضيقة بين شعبه وجماهيره وكان يلتقيهم وجه لوجه مرارا في المسجد.
وهكذا فعل ويفعل اليوم خلفه الامام الخامنئي واغلب قيادات الجمهورية الاسلامية في ايران، حتى بات التواضع والترابية سمة بارزة لهم في سلوكهم ومعيشتهم.
فالقيادات السياسية والعسكرية والادارية التي تدير البلاد ماهي الا ظل لذلك الشاخص وهو الرجل الاول في البلاد، تستقيم باستقامته وتميل باستمالته .
وهذا هو احد اسرار تماسك النظام الاسلامي في الجمهورية الاسلامية رغم كل ماتعرض له من ضغوط ومؤامرات داخلية وخارجية حاولوا من خلالها بث الفرقة واذكاء نار الفتنة بين الشعب وقيادته مرات ومرات . واشدها محاولات تجويعه بالحصار الخانق . وكلها باءت بالفشل بل على العكس من ذلك نرى ان الشعب الايراني عقب كل ازمة يخرج بتظاهرات مليونية يؤكد من خلالها تمسكه بمبادئ ثورته ويجدد العهد والبيعة لقيادته .
ذاك لان قيادته لم تسكن القصور الفارهة ولم تستأثر باموال الشعب وتبني لها مجدا اسريا يثرى به ابناؤهم وذراريهم .
فكيف يتبيغ(يهيج) بالفقير فقره وهو يرى بان اعلى رجل في السلطة يعيش معيشة ابسط واحد منهم وبكل جلاء ووضوح .
وفي العراق حاولت المرجعية الدينية ان تنصح الساسة العراقيين وخصوصا اولئك المحسوبين عليها بان يتخذوا من وصية امير المؤمنين ع نبراسا في تعاطيهم مع الشعب الا انهم غفلوا عن ذلك واستخفوا به .
ولقد قال لهم سماحة السيد السيستاني ذات مرة
((انكم ان لم تتمكنوا من تحقيق الرفاهية والخدمات اللازمة لابناء الشعب فلا اقل عيشوا معيشتهم))
وهذه الوصية تحمل نفس المضمون الذي حذر منه الامام علي ع في خطبته الشقشقية .
ولكن للاسف ما من متعظ ولا من معتبر ، واذا بنا اليوم جميعا حتى اولئك المخلصين والذين لم تتلوث اياديهم بالسحت والمال الحرام نقف امام مفترق طرق ومنعطف كبير وحساس بين ان يستمر استقرار البلد او ينزلق الى مالاتحمد عقباه نتيجة ذلك الاستئثار المسعور للمغانم التي استحوذ عليها البعض من ساسة البلاد واحزابهم ومنظماتهم .
ولولا ذاك ماكان لدوائر الاستخبارات الدولية التي تتربص بالعراق السوء ان تجد لها ذريعة لتغرر ببعض الشباب والفتية الذين فقدوا ابسط مقومات العيش الكريم .
نعم لو ان ساسة البلاد التفتوا لاهمية ان يتعايشوا مع الناس بعفوية وبساطة لاصبح الشعب هو من يحامي عنهم ويقف لجانبهم في التصدي للمؤامرات الداخلية والخارجية ، وماكان بوسع قوى الشر المستكبرة ان تجد لها ذريعة ومسوغا للتدخل في شؤون البلاد وتؤسس لمجاميع مرتزقة فيه تعمل على الانقضاض على السلطة تنفيذا لمشاريع صهيو اميركية تستعبد فيها الشعوب وتهيمن على مقدراتها وثرواتها فيه ...
https://telegram.me/buratha