يمكن قراءة خطاب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من جوانب عدة ،الا ان اهم تلك الجوانب
هو الجانب المغفول عنه في العادة ، وعلى وجه الخصوص عند انظمتنا السياسية العربية ومنها العراق تحديدا ، وهو ضرورة ان يتمتع رئيس الحكومة بالشجاعة اللازمة لمكاشفة الشعب واطلاعه على كل حيثيات الحكم ومجريات ادارة شؤون الدولة .
كما كان يقول الرئيس الامريكي الثامن عشر والملقب بمحرر العبيد (ابراهام لنكولن):
"دعوا الشعب يعرف كل شئ عندها ستكون البلاد آمنة"
ولهذا فانا اعتقد ان عادل عبد المهدي بكلمته المكاشفية هذه وان كان قد اقدم عليها مرغما الا انها بحد ذاتها ستسهم بفك الخناق على حكومته وتخرجه من عنق الزجاجة ،والاهم من ذلك فان من يعقبه بالحكم سيجد نفسه ملزما بمكاشفة الجماهير واطلاعهم بالتفصيل على قراراته وقدراته في كل حين.
وكل ذلك في مصلحة البلاد قطعا .
إن مثل هذه الكلمات التفصيلية من شانها ان ترفع منسوب الوعي الجماهيري وتقرب السلطة من الجماهير وتعيد بناء الثقة بينهما وهو الحجر الاساس الذي فقدناه طيلة الفترة المنصرمة .
وحتى لو لم تكن كلمة رئيس الحكومة مقنعة لعموم الشعب والمتظاهرين فانها ستكون محرجة للناقمين على الحكومة والمعترضين على ادائها لانهم مطالبون بتقديم البديل والبديل الاقل كلفة او الرد على ما اورده من مفردات رقمية موثقة بنظيراتها.
خطاب المكاشفة هذا سيكون مريحا للمرجعية ويسهل لها البناء عليه بتقديم توجيهاتها وتشخيص مواطن القصور والتقصير عند رجال الدولة واقطاب العملية السياسية .
ماجاء بخطاب رئيس الحكومة قد لايسحب مبررات التظاهر لكنه يقينا سيستل مسوغات المندسين بها من اصحاب الاجندات المشبوهة .
ويلزم المنصفين من المتابعين وذوي الشان بضرورة التروي والانتظار ومنح الحكومة الوقت اللازم لتنفيذ ماوعدت به وقطعته على نفسها
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha