أحمد عبد السادة
بعد هزيمــة واحتراق مشروع "داعــ.ـــش" في العراق، ذلك المشروع الذي كان مدعوماً من قبل أمريكا وإسرائيل والسعودية وقطر وتركيا، أعادت أمريكا ترتيب حساباتها وشرعت بقراءة معطيات ومعادلات المشهد الجديد، وبدأت بتحديد أسباب هزيمــة مشروعها "الداعـــــشي"، كما بدأت بتحديد أسباب انتصار العراق على ذلك المشروع، فوجدت أن هناك قوتين عراقيتين مترابطتين كانتا السبب الرئيسي في هزيمة مشروع داعــ.ـــش: القوة الأولى هي المرجعية الدينية التي أصدرت فتوى "الجهاد الكفائي" التاريخية، أما القوة الثانية فهي "الحشد الشعبي" الذي هو بالنتيجة الثمرة العظيمة لتلك الفتوى التاريخية.
وبما أن الورقة الأمريكية - الإسرائيلية - السعودية العسكريـــة المسماة "داعــ.ـــش" قد تمت هزيمتهــا في العراق، فقد سارعت أمريكا بالمباشرة باستخدام ورقة جديدة للثأر والانتقـــام من القوتين الرئيسيتين اللتين هزمتا مشروعها "الداعـــــشي" في العراق، وكانت هذه الورقة هي "الإعلام" بهدف تشويـــه صورة هاتين القوتين (المرجعية والحشد) ومحاولة تسقيطهــا إعلامياً، وترسيخ نهج إعلامي "أصفر" هدفه تقليل الرصيد الكبير لهاتين القوتين في الشارع وتجريدهما من دورهما ورمزيتهما المقترنة بالوطنية والتضحية والمسؤولية وتحقيق النصر.
تم اختيار قناة "الحرة" الأمريكية لتكون "الحربــة" المسمومـــة لهذا النهج الإعلامي الأصفر، وللبدء بهذا النهج تم تعيين الأمريكي ألبرتو فرنانديز (مقرب من أولاد زايد آل نهيان وعامل في مركز دراسات إماراتي) مديراً عاماً لقناة "الحرة" وتعيين الإعلامي الأردني نارت بوران (المدير السابق لقناة سكاي نيوز الإماراتية) نائباً له، وسرعان ما بدأ كل من فرنانديز وبوران بالسعي لتحويل قناة "الحرة" إلى نسخة شبيهة بقناة "العربية" السعودية وقناة "سكاي نيوز" الإماراتية، من خلال الاسترشاد بتوجه هاتين القناتين وتبني خطابهما "الطائفـــي" المعــادي للمرجعية والحشد الشعبي ومحـــور المقاومـــة والشيعة عموماً!!.
بعد هذا التغيير "الإداري" في قناة "الحرة" تم إقصــاء وإقالة أغلب الكادر "الشيعي" من قناة "الحرة - عراق"، وسرعان ما بدأنا نشاهد في القناة تقارير تسيء للشيعة وآخرها التقرير الذي أساء للمرجعية الدينية، وكان ذلك الأمر يتم من خلال الاستعانة ببعض المرتزقـــة العراقيين المعتاشين على فتات القنوات الأمريكية والسعودية والإماراتية كغيث التميمي مثلاً.
تقارير "الحرة" المسيئـــة بالنهاية هي جزء من حملة إعلامية منظمة هدفها تضليــل المجتمع وتأليبه ضد القوى التي هزمت الإرهــــاب وصنعت الانتصار، تمهيداً لتصفية وإنهاء التأثير الاجتماعي لتلك القوى، بهدف إفراغ المجتمع العراقي من رموزه المؤثرة وتحويله إلى لقمة سائغة تحت أضــراس أمريكا وإسرائيل والسعودية.
https://telegram.me/buratha