أحمد عبد السادة
رغم الوثائق الرسمية والمعلومات الموثوقة وتصريحات محافظ بابل ونواب بابل التي تؤكد بأن الجــثث المجهولة الـ31 التي وجدت في بابل وتم دفنهـــا مؤخراً في كربلاء بتبرع من منظمة إنسانية وبإشراف من منظمة حقوق الإنسان، هي جــثث متراكمة منذ عام 2016 وتم تجميعها بواسطة مراكز الشرطة من مناطق مختلفة في محافظة بابل وليس من شمال بابل فقط، وإيداعها في الطب العدلي ببابل تمهيداً لدفنهـــا لاحقاً، أقول رغم تلك الوثائق والتصريحات والمعلومات المؤكدة، إلا أن العديد من الساسة والنواب السنة - وبالأخص ساسة ونواب تحالف القوى العراقية "السنية" - يصرون على القول بأن تلك الجـــثث هي 120 جثـــة وبأنها تعود لمختطفيــن "سنة" حسب ادعائهم!!.
من خلال فحص المعلومات والمعطيات المتعلقة بهذا الموضوع نستطيع أن نؤكد بأن العديد من الجـــثث المجهولة الـ31 تعود لمغدوريـــن وشهداء "شيعة" تم قتلهــــم من قبل عصابــــات إرهــــابية تكفيريــــة كانت مستقرة ومستوطنة في شمال بابل في السنوات السابقة وبالأخص في منطقتي "جرف الصخر" و"اللطيفية"، إذ كانت تلك العصابــــات تخطـــف الزوار "الشيعة" وتذبحهـــم وتمثل بجثثـــهم وترميهم في البساتين والطرقات منذ عام 2003 وحتى عمليات تطهير جرف الصخر واللطيفية وشمال بابل من الإرهــــاب في نهايات عام 2014 وبدايات عام 2015، كما أن العديد من الجـــثث تعود لأشخاص تم قتلهــــم على خلفية قضايا جنائيــــة واجتماعية وقبلية كما أشار محافظ بابل.
هذا الموضوع يكشف بأن العديد من الساسة والنواب "السنة" حرفوا وزيفوا حقيقة الموضوع هذا وأصدروا البيانات بخصوصه من اجل استثماره طائفياً ظناً منهم أن هذا الاستثمار الطائفي سيزيد من رصيدهم السياسي والجماهيري والانتخابي، لكنهم تناسوا بأن هذا الاستثمار الخطر هو الذي أسهم بسيطرة تنظيـــمي القاعــــدة وداعش الإرهـــــابيين على مدن ومناطق مكونهم، وهو الذي تلاعب بمصير مكونهم وقام بزج الكثير من أبنائه في مغامرات فادحــــة وخنادق قاتــــلة برفقة السفاحيــــن وقاطعـــي الرقــــاب.
كما أن هذا الموضوع أكد النزعة "الطائفية" لهؤلاء الساسة والنواب "السنة"، لأننا مثلاً لم نر منهم أي بيانات "إدانة" بخصوص مجــــزرة سبايكر المروعـــة التي ذهب ضحيتها 1700 من الجنود "الشيعة" العزل، أو بخصوص خطــــف واغتصــــاب الأيزيديات وقتــــل وتهجير الأيزيديين والمسيحيين، أو بخصوص اغتصــــاب وحــــرق التركمانيات الشيعيات في تلعفر، بل لم نر منهم سابقاً أي بيانات إدانة ضد الإرهـــــابيين في شمال بابل عندما كانت "جرف الصخر" و"اللطيفية" عبارة عن مسلخـــين لإبــــادة الشيعة، وإنما رأينا أن الكثير منهم كانوا متواطئيـــن ومتعاونين مع الإرهــــابيين وكانوا "مغلسين" وصامتين عندما يتم اكتشاف مقبــــرة جماعيـــة للجنود "الشيعة" في منطقة القصور الرئاسية في تكريت أو عندما يتم اكتشاف مقبــــرة جماعيـــة للأطفال الأكراد في صحراء السماوة.
https://telegram.me/buratha