ماجد الشويلي
يمكن لنا أن نفهم ولاية الفقيه على انها تمثل مرحلة تمهيدية تتهيأ فيها النفوس والاذهان لتقبل فكرة حاكمية الاسلام على نطاق عالمي لتجديد ماعطل من احكام الكتاب وتشييد ما ورد من اعلام الدين ،انها مرحلة توطئ للانقياد لزعامة دينية واحدة هي (الامامة )تتخطى فيها الناس كل اطر الانتماءات الفرعية والهويات الجانبية وترتبط ارتباطا روحيا وعقليا بالقيادة التي تحكم العالم بمنهج واحد وقيم ومثل واحدة .
فحين يكون الولي الفقيه على راس السلطة ويعمل على ادارة وتوجيه المؤسسات الحكومية بدعم وزخم شعبي كبير ويحقق في تلك الادارة نجاحات باهرة مقرونة بتحمل المسؤوليات الكبرى تجاه قضايا الامة المصيرية والتصدي للمشاريع الرامية لمسخ هويتها والاستحواذ على مقدراتها ؛فانه يمارس عين المهام التي سيضطلع بها الامام المهدي عج.
وحين تمتلك ايران قدرات عسكرية واقتصادية مميزة وتتغلب على التحديات والمؤامرات والحصار الخانق فانها تمثل قاعدة لانطلاق النهضة المهدوية الكبرى وحتما فانها ستعزز الثقة بدولة الامام المنتظر عج فان من يرى قيادة الفقيه قد وصلت لهذا المستوى من الابداع والقدرة على بناء الدولة وتخطيها لكل الصعاب والارتقاء بها في ظل اصعب الظروف . يقطع بان الدولة المهدوية ستتخطى كل تلك المراحل بيسر وسهولة لانها بقيادة امام معصوم عج
ومن جهة اخرى فان من يرَ تكالب قوى الشر على دولة الولي الفقيه لالشئ الا لانها احيت شعائر الاسلام واقامت نظامها السياسي بعيدا عن هيمنة الشرق والغرب سيوطن نفسه على سلسلة احداث رهيبة تمر بها دولة المهدي المنتظر عج وسيدرك أن اقامة حكومة العدل الالهي العالمية التي تنادي بها جميع الامم محفوفة بالمخاطر ولابد لها من تضحيات جسام .
إن ولاية الفقيه اعادت للاذهان معنى حاكمية الاسلام وادخلته في اروقة الامم المتحدة وهي مرحلة تمهيدية كبرى على مستوى العالم حين يقدم انموذجا مغايرا لما هو معهود في انظمة الحكم السائدة قائم على اساس سيادة الشعب الدينية يقف على راسه فقيه في الدين والشريعة ويظهر الحنكة والبراعة في ادارة شؤون الدولة ويمتد الولاء الروحي له خارج حدود تلك الدولة
واهم مافي الامر انه يناهض السياسات الهدامة لدول الاستكبار العالمي بمختلف الميادين .
حتما سيدرك العالم ان للدين الاسلامي قدرة على دخول المعترك السياسي وتحقيق النجاحات فيه
لاكما كانوا يظنون بانه (افيون الشعوب)
سيدرك العالم ان مدعيات الشريعة الاسلامية بقدرتها على تقديم البديل عن النظام القائم لتنظيم الحياة الاجتماعية للشعوب والعلاقات الدولية بين البلدان صحيحة .
وسيتيقن بان الاسلام قادر على تقديم النموذج الحضاري الامثل لعالم هيمنت عليه روح المادة المقيته.
وحين تصل دعوة الامام المهدي عج لارجاء الكون سيكون للعالم تصوراته الاولية عن تلك الدعوى وستكون كل الشعوب على دراية بمشروع الامام المهدي عج وبالخطوات التي سيتخذها .
واولى تلك الخطوات هي مقارعة الظالمين وفضحهم ونصرة المظلومين في العالم وهو عين ما قام به الامام الخميني (رض) مع بواكير نجاح ثورته المباركة حين انتزع السفارة الاسرائيلية في طهران وسلمها للفلسطينيين ودعا ليوم القدس العالمي ودعم حركات التحرر العالمية على مختلف توجهاتها الخ وسار على نهجه الامام الخامنئي.
ومن المؤكد ان خطوات الامام المهدي عج ستكون اكبر من ذلك بكثير لكنها بنفس الاتجاه الرباني.
اما الشعوب الاسلامية فستتطبع على الارتباط الروحي بقيادة دينية واحدة تخرج بها من ربق هيمنة القيود القومية والمناطقية والفئوية ،
فحين يلبي الافغاني والايراني والعراقي والباكستاني واللبناني وغيرهم نداء الولي الفقيه لافشال مخطط الارهاب باقامة داعش التكفيرية وحين يتشكل محور المقاومة من كل هذه الشعوب ستكون اكثر استعدادا وتقبلا لدعوة المهدي المنتظر عج للجهاد في سبيل اقامة الحكومة الاسلامية الكبرى ومن يشاهد انتصارات هذا المحور على يد الفقيه سيتيقن بحتمية تحقق الدولة المهدوية الكبرى على يد بقية الله الاعظم عج.
ستشعر كل الشعوب المضطهدة بان الدولة المهدوية سندا لها حتى تحقيق حريتها واستقلالها وستتلاشى مدعيات التدخل بشؤون الدول الاخرى وتذهب ادراج الرياح.
فالمهدي عج كجده امير المؤمنين ع لايمكن ان يغمض له جفن وهو يسمع استغاثات المظلومين في العالم دون ان يناصرهم ويمد لهم يد العون
كما كان يقول
((أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ))
وهو عين مايعمل به الولي الفقيه حاليا بنصرته لفلسطين و لبنان واليمن والشعوب المستضعفة جميعا.
فمن الغرابة ان تجد من يدعي الايمان بدولة المهدي عج وهي الدولة التي تؤمن بها اغلب الديانات وشعوب الارض ولو على نحو انتظار (المخلص )يعادي دولة الفقيه
ترى لو أن دولة المهدي عج قامت الان هل ستداهن امريكا؟
ام انها ستتسامح مع اسرائيل ؟
هل يمكن ان نتصور بان دولة المهدي ستقف مكتوفة الايدي متفرجة على الارهاب وهو يفتك بالعراق ولاتتدخل لانقاذ شعبه خشية ان يقال بانه تدخل بشؤون دولة اخرى!!؟
هل يمكن لدولة الامام المهدي عج ان تترك الشعب العراقي فريسة الاحتلال الامريكي دون ان تدعمه خشية ان يقال انها حولت العراق مسرحا لتصفية حساباتها مع امريكا؟!
اوليس الامام المهدي عج سيشكل جيشا عقائديا يمكن ان نصطلح عليه بمحور المقاومة من مختلف البلدان لمقارعة الانظمة الظالمة وتحرير فلسطين ؟!
اذا لماذا هذا الكفر بخطوات الولي الفقيه ممن يدعي الايمان بخطوات الولي الفقيه وهي عين خطوات المهدي المنتظر عج؟!
البعض يحاول التبرير بان الفقيه ليس معصوما وهو تبرير واهي لايقوم على اساس منطقي فالاستسلام للظلم بحجة انتظار المخلص هو ذريعة وايهام للنفس بتبرير انهزامها وخضوعها للذل والهوان
فالامر بالمعروف ورفض الظلم ليس مرهونا بحضور المعصوم ابدا!!
ويبدو أن من ينكص وينكفئ مع دولة التمهيد الكبرى سينكفئ مع دولة الامام المهدي عج
(( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ))(72) الاسراء
وعليه فانا نعتقد بان دولة الولي الفقيه هي المقدمة الموضوعية والمنطقية لدولة الامام المهدي عج فالشعوب عندما ترى المرجع الديني حاكما وقائدا للقوات المسلحة بزهده وتواضعه وشجاعته ستنشد اكثر للطلعة البهية للامام المنتظر عج
كما ان دولة الفقيه غربال وتصفية لاصحاب المدعيات الكاذبة ممن يزعمون انهم يوطئون للمهدي عج وهم يناوئون دولة الفقيه
((ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) الانعام
https://telegram.me/buratha