ماجد الشويلي
في العادة يأنف الطبع البشري من النصح والارشاد حتى وان كان مدركاً أن ذلك النصح يصب في منفعته ويصلح من شأنه .
ومن هذا المنطلق كان امير المؤمنين علي ع يقول ((من حذرك كمن بشرك))
فمؤدى التحذير هو ذات مؤدى التبشير لا يفرق عنه بحال . سوى أن النفس البشرية تنجذب وتميل للغة التبشير اكثر من التحذير لترقبها من التبشير ماينسجم مع رغباتها ويحقق لها ماتتمنى وتطمح ،خلافاً لصيغة التحذير التي تسوق معها المخاوف في العادة وتدفع لترك امر ما او الابتعاد عنه مع استحسانه والتعلق به احياناً .
كذلك الذي يتم تحذيره من قيادة العجلة بسرعة فائقة وهو في غمرة انتعاشه يشعر بان كلمات التحذير تحاول ان تنتزع منه نشوته وتلذذه في تلك اللحظات رغم انه يدرك في قرارة نفسه ان منشأ تلك النصيحة يعود لحرص الناصح وشفقته عليه وتمنيه له بدوام المتعة والسرور والسعادة خشية ان يفقدها لو حصل له مكروه ما فيفقد كل شئ.
صحيح أن لاسلوب النصح والارشاد وكذلك التحذير مدخلية كبيرة في تحديد طبيعة تفاعل الاشخاص الذين يتم تحذيرهم فكلما كان الاسلوب ملائما كلما كان اكثر وقعاً في النفس واجدى ثمرة.
لكن حتى لو افترضنا جدلا بان التحذير جاء بلغة واسلوب غير ملائم يبقى على من وجه له التحذير ان يعيد برمجة النداء بذهنية ايجابية ناظرة لمآلات ومقاصد نداء التحذير ليكتشف بهدوء وروية انه لايختلف في مضمونه وجوهره عمن حمل له البشرى وانباءه بالسرور
https://telegram.me/buratha