أحمد عبد السادة
بعد سقوط الدكتاتوريـــة النازيـــة - الهتلريــة في ألمانيا وانكشاف جرائمهـــا ومجازرهـــا شعر أحد النــازيين بتأنيب الضمير، وقرر أن يكون أُمثولة للندم والاعتذار والتكفير عن الذنب، من خلال وقوفه يومياً - طوال النهار ولمدة عام كامل - في ساحة عامة بالعاصمة الألمانية برلين، وهو يحمل لافتة مكتوب عليها: (أنا كنتُ نـــازياً ولهذا أقدم اعتذاري لكم. مَن كان منكم نـــازياً مثلي فليهمس بأذني وليقرصني ويمضي!!).
وكان هذا النـــازي التائب والنادم يعود ليلاً إلى بيته وجسده يؤلمه من كثرة وشدة (قرصات) النـــازيين العابرين الذين لم يمتلكوا شجاعة الاعتذار (العلني) مثله، والذين اكتفوا بقرصه والهمس بأذنه قائلين: (ونحن أيضاً نعتذر)!!.
أسوق هذه المقدمة لأشير إلى البعثييــن والصداميين ومادحي صدام والمبخرين والمطبلين والرادحين له، هؤلاء الذين لم يمتلكوا شجاعة الاعتراف والاعتذار لشعبهم، وخاصةً بعد اكتشاف مقابرهم الجماعية التي ضمت الكثير من النساء والأطفال، بل أن بعضهم استمر في مسيرة إجرامه فبايع القــــاعدة ثم داعـ.ــش، وبعضهم اعتبر إرهــــابيي تنظيـــم القاعــــدة في الفلوجة "مقاومين" واعتبر الدواعـ.ــــش الذباحـــين "ثواراً"، واعتبر التمرد التكفيــــري البعثي المسلـــح ضد الدولة في الفلوجة "مقاومة" وبعضهم كتب القصائد العديدة في مدح وتبجيل هذا التمرد التكفيـــري!!، وبعضهم الآخر اندس في جموع الأحزاب الباحثة عن أتباع ومبخرين وخدم (ولا أحد يجيد التبعية والتبخير والخدمة والوضـــاعة والتحايل أكثر من البعثي المسلكي)، والبعض منهم ما زال حتى اليوم يمجد دكتاتوريـــة صدام ويحن إليها مستهينا بآلام ضحاياها، ناهيك عن البعثييــن المداحين الذين أصبحوا مناضلين فجأة بعد 9 نيسان 2003، بعد أن كانوا يرتدون (الزيتوني) و(يبزخون) و(يهوّسون) لصدام طوال السنوات والأشهر والأيام التي سبقت هذا التاريخ!!.
مشكلة البعثييـــن والصداميين هي أنهم لا يمتلكون شجاعة الاعتذار، والدليل هو أن البعثييـــن كانوا بالملايين، والمداحين المتحلّقين حول صدام كانوا بالآلاف، في حين أننا لم نجد أحداً منهم قد اعتذر!!.
مشكلة البعثييـــن ببساطة هي أنهم لا يمتلكون ضمائرَ يقظة تدفعهم لأن (يقرصوا) أنفسهم أو أن (يقرص) بعضهم البعض!!.
اقرصوا أنفسكم قليلاً لكي تتطهروا قليلاً من الدنـــس والقــــذارة أيها البعثيون الصداميون الملوثون.
https://telegram.me/buratha