أحمد عبد السادة
كل العراقيين تقريباً يعرفون بأن انقلاب 17 تموز الأســــود والمشؤوم هو الذي أنتج الحــــروب العبثية الكارثية وعمليات التطهيـــر الطائفي والقومي والمقابـــر الجماعية، وهو الذي أنتج الاستبـــداد المطلق والانهيار الاقتصادي والانحدار القيمي والانسحاق الاجتماعي والتشوه الثقافي والتخريب الآثاري والتخلف السياحي والاستثماري، ولكن هذا الانقلاب، في ذكرى حدوثه، لم يتعرض في الفيس بوك إلى هجوم حاد وشرس كالانتقاد المنظم والممنهج الذي تعرض له حدث 14 تموز في ذكرى حدوثه قبل أيام.
ماذا يعني هذا الأمر؟
هذا الأمر يعني أن هناك مزاجاً بعثياً سائداً في الفيس بوك العراقي، وهذا المزاج ساد وشاع بالتأكيد بسبب حجم الأموال المرصودة للترويج لحقبة البعث الســـوداء ولرموزها المتعفنــــة، فضلاً عن تسقيــــط وتبشيع وتشويه كل حدث أو رمز أو توجه مضاد ومعارض للبعث أو متعارض معه، أو متعارض مع توجهات أمريكا وبريطانيا والسعودية والكيان الإسرائيلي، وهذا الأمر ليس بالمستغرب إطلاقاً، بل أن الأمر المستغرب هو انسياق العديد من ضحايا وأعداء البعث خلف هذا الخطاب البعثي وترديدهم لأكاذيبه وشائعاته!!.
يبدو أن هناك جهات دولية وإقليمية تسعى، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لإعادة تأهيل البعث بنسخته الصدامية الطائفية، ذلك البعث المستعد لأن يكون مـــاسحاً لأحذية ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان من أجل استرداد سلطته المفقودة في العراق.
ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان بالنهاية يعرفون ماسحـــي أحذيتهم في العراق جيداً!!.
https://telegram.me/buratha