حيدر الطائي
الإمام الحسين عليه السلام من أبرز من خلدتهم الإنسانية في جميع مراحل تأريخها ومن أروع من ظهر على صفحات التاريخ من العظماء والمصلحين الذين ساهموا في بناء
الفكر الإنساني. وتكوين الحضارة الاجتماعية وبلورة القضايا المصيرية لجميع شعوب الأرض.
إن الإمام ابا الأحرار ع. من ألمع القادة المصلحين الذين حققوا المعجز على مسرح الحياة. وقادوا المسيرة الإنسانية نحو أهدافها وامالها ودفعوا بها إلى إيجاد مجتمعٍ متوازن تتحقق فيه الفرص المتكافئة التي ينعمُ فيها الناس على إختلاف قومياتهم واديانهم. لقد كان الإمام الحسين عليه السلام من أكثر المصلحين جهادًا وبذلاً وتضحية فقد انطلق إلى ساحات الجهاد مع كوكبة من أهل بيته وأصحابه مضحيًا بنفسه وبهم
ليقيم في ربوع هذا الشرق حكم القرآن وعدالة السماء الهادفة إلى تقويض الظلم وتدمير الجور وإزالة الاستبداد وإقامة حكم عادل يجد فيه الإنسان امنه وكرامته ورخاءه. أما حياة الإمام الحسين عليه السلام فقد شقّت أجواء التأريخ وهي تحمل النور والهدى لجميع الناس. كما تحمل شارات الموت والدمار للمخربين والظالمين في جميع الأجيال. لقد تفاعلت حياة الإمام الحسين عليه السلام مع أرواح الناس وامتزجت بعواطفهم ومشاعرهم. وهي نديةٌ عاطرة تتدفق بالعزة والكرامة وتدفع المجتمع إلى ساحات النضال لتحقيق أهدافه وتقرير مصيره. رأى الإمام السبط الغزو الجاهلي الذي اجتاح العالم الإسلامي. ومامُنيت به العقيدة الإسلامية من أخطار هائلة تنذر بالردة الرجعية والانقلاب الشامل وتخلي المسلمين عن عقيدتهم ودينهم. فإن السلطة الأموية كانت جاهدة في مسيرتها وجادة في سياستها على استئصال جذور هذا الدين وإزالة ركائزه وقواعده. رأى الإمام الحسين عليه السلام أنه المسؤول أمام الله تعالى وأمام أجيال الأمة ان وقف موقفًا سلبيًا تجاه هذه الأوضاع المنكرة. ولم يغير ولم يُبدل ولم يُفجر ثورته الحمراء التي تعصف بالاستبداد وتهدم صروح الظلم والطغيان وتقود الجماهير إلى ميادين الحق والعدل.
__
https://telegram.me/buratha
