ماجد الشويلي
من دون كل الخصائص والمِلاكات التي تميزت بها شخصية الامام الخميني والتي انفرد بها احياناً عن غيره من العظماء، تبقى مسألة احيائه لنظرية ولاية الفقيه واقامته للنظام الاسلامي بموجبها ، هي العلامة الفارقة والاكثر تميزا في شخصيته المميزة اساسا !
وقد يكون لشدة وهج ذلك المنجز واهميته الدور الكبير بغفلة الكثيرين عن خاصية اخرى فريدة واستثنائية في شخصيته المترامية الابعاد تمثلت بمنهجيته المقاومة ونظرته الاستشرافية لمآلات وطبيعة المواجهة بين قوى الخير والشر عموما بما هو اعمق واوسع من مواجهة الغطرسة والاستكبار الصهيواميركي حتى .
نظرة ومنهاج ومشروع قام على اسس قرآنية سبر فيها غور طبيعة التدافع الازلي بين ارادتي الخير والشر منذ بدء الخليقة ،كانت تقتضي ان يتخطى فيها كل عراقيل واعطاب مناهج التحدي التي سبقته ويراكم منها ماينسجم مع رؤيته الفريدة ويحدد فيها هدفه المفصلي بدقة ووضوح لالبس فيه ، ويصب كل جهده وطاقته لتحقيقه ويمنع اي محاولة لتشتيت حركته وابعادها عما صوبته من غاية مرحلية بظاهرها لكنها تشكل بالنسبة له منصة انطلاق صاروخي نحو تحقيق آمال الامة واعادة احياء نهضتها الدينية والفكرية والقيمية من جديد .
((انه العاقل الوحيد بيننا ونحن جميعاً مجانيين ))
هكذا قالها العلامة الشيخ جواد مغنية بعد نجاح الثورة الاسلامية على يد روح الله الخميني فقد كان التقاه في النجف الاشرف إبان نفيه لها من قبل الشاه وهو يشرح له مع وفد من اعيان جبل عامل معاناة الشيعة في لبنان جراء الحرب الاهلية وان شعب لبنان انقسم حينها لمسيح ترعاهم فرنسا وسنة ترعاهم مصر وشيعة لاراعي لهم ولا اب ...
فما كان من الامام الخميني الا أن يجيبه ؛((لابد من سقوط الشاه)) !!!
فيظن الشيخ ان روح الله لم يسمع كلامه فيكرر عليه شرح الحال .. لكن المفاجأة ان ياتيه ذات الرد وبنفس النبرة ((لابد من سقوط الشاه))
ولعل البعض ممن حضر رأى في ذلك نحو من انحاء الجنون ...
فيدب الاحباط لروح الشيخ كدبيب النمل في الدجى ثم يحزم حقائبه ويعود لموطنه (جبل عامل) ليسمع بعدها بالسقوط المدوي للشاه واقامة الحكومة الاسلامية ليتنسم لبنان عبقها على باكرا فيقول
((نحن المجانين وهو العاقل الوحيد بيننا))
هذه المنهجية والروح المقاومة هي التي جعلتنا نقف اليوم مبهورين امام تألق سيد المقاومة وهو يتحدث عن زوال اسرائيل وقرب تحرير القدس بعونه تعالى ؛
منهجية ورؤية تخطت اطر الجغرافيا ومنحت فلسفة الصراع مفردات روحية ومُثُلٍ لم تعهدها كتب الاغريق او تعرفها غير ترانيم الانبياء السابقين وتراتيل اهل بيت النبوة ع
هي لم تحي المقاومة عند الفلسطينيين فحسب بل اماتت كل سبيل غير سبيل المقاومة !!
منهجية وجدت ان الامة بحاجة لقبلة تجمعها للجهاد كما جمعتهم الكعبة للصلاة !!
فكانت القدس بوصلة وقبلة
وكان منهاج روح الله هو المفسر لعلة الصلاة للقبلتين
((لاصلاة من دون جهاد ولا جهاد من الصلاة))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha