أحمد عبد السادة
الحكم بالسجن المؤبد على ستة مصريين بتهمة "نشر التشيع" في مصر يعيد للواجهة مجدداً محنة الشيعة في مصر، إلاّ أن المتابع للأداء الطائفي للسلطات السياسية والدينية والبوليسية المصرية لن يتفاجأ كثيراً بهذا الحكم لأنه يعرف جيداً بأن هذه السلطات مارست قمعاً منظماً وممنهجاً ضد شيعة "أرض الكنانة" في السنوات الأخيرة، إلى درجة أن هؤلاء الشيعة يخفون هوياتهم وشعائرهم خوفاً من الملاحقة، لكن يبقى دخول السلطة القضائية المصرية على خط قمع الشيعة هو الأمر الأخطر في هذا المشهد الطائفي المصري لأنه يعني بأن هذا القمـــع المنظم بدأ يأخذ طابعاً قانونياً تجريمياً بحق الشيعة والتشيع.
التقرير الصحفي المنشور في صحيفة "الفجر" المصرية يؤكد بالصور مباركة "الأزهر الشريف!!" ووزارة الأوقاف المصرية لجهود السلفيين المصريين التي تهدف لمواجهة "الشيعة" في مصر.
هذا الأمر يثبت بأن حملة الإبـــادة ضد الشيعة ليست حملة محلية "عراقية" وإنما هي حملة "إقليمية" مولها النفط السعودي والغاز القطري وغذتها مؤسسات دينية "سنية" عريقة كالأزهر ودعمتها حكومات عربية طائفية ترى في "التشيع" جسماً غريباً لا بد من استئصاله للحفاظ على "نقاء" الإسلام المزعوم!!.
لقد زرت مصر مرتين وعرفت خلالهما حجم ثقافة الكراهيـــة التي تم تلقينها للمجتمع المصري ضد "الشيعة"، وهو الأمر الذي يفسر غياب التحقيق الحكومي بحادثة رجل الدين الشيعي المصري "حسن شحاتة" وأتباعه الشيعة الذين تم قتلــــهم والتمثيل بجثثـــهم أمام أعين الشرطة المصرية ووسط حالة من التشفي الشعبي!!.
مخطئ من يظن بأن مخطط "إبــــادة شيعة العراق" هو مخطط عراقي محلي، بل هو مخطط إقليمي يبتدئ من مفقس الإرهــــاب "الوهابي" في السعودية ويكتمل في باحات "الأزهر" المصري الذي أثبت بأنه عبارة عن موظف صغير في البلاط الملكي السعودي!!، ولم يكن تنظيم داعــ.ـــش الإرهــــابي بالنهاية سوى المنفذ الأبشــع لهذا المخطط.
نحن الآن لا نطالب "الأزهر" بتكفير "داعـــ.ــش"، وإنما نطالبه فقط بعدم تكفير واستهداف "الشيعة"
https://telegram.me/buratha