ماجد الشويلي
من الواضح ان للكذب دوافع ومنافع عدة متوخاة من ورائه ،الا ان ابرز تلك الدوافع والتي ترافق الانسان في العادة منذ نعومة اظفاره هي دوافع الخوف والخشية من الضرر او الحرمان وغيره.
لذا فان من يعرف رجالات كتائب حزب الله عن كثب ويسبر غور عقيدتهم عن قرب يجزم بانهم لايكذبون وليسوا بحاجة للمداهنة ولا المجاملة في مثل قضية اتهامهم لقائد عمليات الانبار اللواء الركن محمود خلف الفلاحي بالتخابر مع اجهزة الاستخبارات الاميركية وتآمره على الحشد وفصائل المقاومة !!
فمن قارع الاحتلال الاميركي بذروة احتلاله للعراق واوج قوته العسكرية التي اجتاحت البلاد وتمكن من الحاق الهزيمة به جنبا الى جنب مع بقية الفصائل المقاومة الاخرى ، ثم اسهم اسهاما كبيرا في دحر داعش وهزيمة الارهاب على ارض العراق الطاهرة ، ليس رعديدا فيتملكه الخوف بعد ذلك من احد ، ويضطر لفبركة امر كهذا ليحمي نفسه من امر ما .
بل لعل العكس هو الصحيح فمثل هذه الخطوة الجريئة من شانها ان تؤلب المؤسسة العسكرية عليهم فضلا عن الاميركان الموتورين منهم وبامكانهم توظيفها عالميا عليهم.
انهم لو لم يكونوا متاكدين من صحة مالديهم من ادلة فان مقتضى الحكمة والتعقل كان يفرض عليهم ضرورة التروي والتثبت والاعراض عن اثارة البلبلة والقلاقل بعد ما اصدر رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة الامر الديواني المتعلق بالحشد وتطبيق مبدأ حصر السلاح بيد الدولة واعتبار كل من يتنصل عن هذا الالتزامات من الفصائل المسلحة خارج عن القانون ويلاحق بموجبه.
فهي اذا _اي الكتائب_في غنى عن استعداء الحكومة وخلق المشاكل معها بالشكل الذي قد يفقدها احترام الجماهير لها .
لكن الامر المهم هو ان الكتائب اشارت في بيانها الذي سبق نشر التسجيل الصوتي للواء الركن الفلاحي ان لديها مبرزات جرمية عدة تدين عددا آخرين من ضباط الجيش بتهمة التخابر مع اجهزة المخابرات الاميركية .
مما يعني ان لديها القدرة على خوض الحرب السيبرانية مع العدو وتحقيق الانتصار عليه
وانها كشفت من خلال تلك القدرة شبكة التآمر داخل المؤسسة الامنية والعسكرية والتي كانت وراء سقوط الموصل والانبار ودخول داعش للعراق.
ولذا ستجهد الولايات المتحدة لتكذيب الواقعة وستضغط بكل قوتها على الحكومة لغلق هذا الملف .
لان اثبات التهمة هذه يعني وجوب الاعتراف بكل ماستقدمه الكتائب لاحقا من ادلة وبراهين متعلقة بتورط عدد آخر من الضباط بذات الجرم الذي تورط به الفلاحي،
وقد يكون الاميركان هم من يقف وراء السرعة التي صدر بها الامر الديواني الخاص بالحشد بعد ان علموا من خلال اجهزتهم الاستخبارية عن نية الكتائب نشر هذه التسجيلات بغية التغطية على فضيحتهم وحصر المقاومين في زاوية ضيقة من الحرج مع الحكومة المركزية .
إن من المؤكد ان الكتائب قد وضعت في حسبانها عرض هذه التسجيلات على الخبراء و التقنيات الحديثة لكشف بصمة الصوت والتاكد من صحتها ولو لم تكن متأكدة منها لما اقدمت على مثل هذه الخطوة التي من شانها ان تقدح بمصداقيتها وتثلم من مكانتها لو ثبت بطلانها .
ومن هنا ارى اهمية ان تتحول المطالبة بكشف الحقيقية امام الملا الى رأي عام يطالب به كل الشارع العراقي لما تمثله من تهديد ستراتيجي لامن البلد يضع العدو والصديق كل في مكانه الذي يليق به
https://telegram.me/buratha