عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي
لا يخفى على الجميع أن البشرية تمكنت من إحداث طفرات واسعة في مجال التواصل الاجتماعي الذي ابرزته ثورة المعلومات عند العالم الصناعي والتقني بحيث أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة كما يعبرون؛فيستطيع الجالس في أقصى الشرق أن يرى ويسمع ما يحدث في أقصى الغرب والعكس صحيح.
وكل ذلك أصبح خدمة شبه مجانية عند المعنيين في مجال حوار الحضارات وتبادل المعلومات في جميع المجالات العلمية بفرعيها الطبي والتقني وحركة الإقتصاد ومجريات السوق العالمية؛وهذا مؤشر نوعي يحسب الى واضعي هذا العلم في خدمة البشرية.
لكن في السنوات الأخيرة وبسبب الاستخدام السيء لهذه التقنية ووفرة أجهزة الكومبيوتر وأجهزة النقال بأسعار مخفضة وفي تناول الاعم الأغلب من الناس واستخدام مواقع بعيدة عن الرقابة الحكومية ؛ وإستحداث برامج كمبيوتر ذكية يتم من خلالها تغيير الصورة أو الفلم بتقنية جديدة مغايرة وبعيدة عن الواقع للإساءة لهذا الطرف أو التناوش بين أطراف مختلفة فيه الرؤى ،كل حسب ثقافته وانتمائه الديني والمذهبي والسياسي؛فسمح البعض لأنفسهم في إستخدام اقذع السباب والشتائم القبيحة التي تتناول العرض وحتى المذهب والمعتقد،وهذا انعكاس بين لثقافة الفرد وانعكاس واضح لتركيبته التربوية.
الاختلاف في الآراء يمثل حالة ايجابية وهو انجع الوسائل لتصحيح المسار وتصويب الفكر سواء كان فكر ديني أو سياسي ،اذا تخلل هذا الاختلاف إحترام الآخر حتى وإن كان رأي الآخر يشوبه التناقض وانعدام المنطق في الطرح،لتبقى وسيلة الإقناع بالتي هي أحسن ،وكما ورد في النص القرآني الشريف.... ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
النحل ١٢٥
لا الجدال بالتي هي أسوأ فهي قد تكون شرارة تحرق الاخضر واليابس وتجر المجتمع إلى حالة من التناحر الديني والسياسي وهو أشد أنواع التناحر التي تدمر النسيج الاجتماعي ليكون بذلك لقمة سائغة لقوى البغي والعدوان لتحقيق أهدافها ومآربها العدوانية.
https://telegram.me/buratha
