ماجد الشويلي
مع بواكير نجاح الثورة الاسلامية المباركة في ايران وتبنيها للقضية الفلسطينية بل واعتمادها شعار تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر واتخاذها الخطوات العملية الجريئة لهذا الغرض والمكلفة جدا بالنسبة لثورة لازالت تحبو ولم يشتد عودها ؛كاغلاق السفارة الاسرائيلية في طهران وتسليمها للفلسطينيين .و منذ ذلك الحين والجدال محتدم بين مختلف النخب المعنية بالقضية الفلسطينية ووجود الكيان الغاصب في منطقتنا ، بين من يرى امكانية ازالة هذا الكابوس الثقيل الجاثم على صدر الامة وبين ومن يرى ذلك ضربا من الخيال او شبه المستحيل .
وكلما قويت شوكة الكيان الصهيوني وتعمقت علاقته بالولايات المتحدة اكثر كلما تراجع الامل بتحقيق هذا الحلم الكبير .
وكلما كانت العين شاخصة على الواقع العربي اكثر كلما كان ذلك الامل يجنح للافول وهو يرى الاشقاء يغزو بعضهم البعض الاخر كما فعل صدام بالكويت وكما فعلت الدول العربية مجتمعة على مساعدة اميركا لغزو العراق !!
اما وبعد وصول الاخوان المسلمين لسدة الحكم في مصر وابقائهم على اتفاقية كامب ديفيد وتآمر العرب على سوريا قلب العروبة النابض وتهافت مشايخ الخليج نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وهم يفرقون اصابعهم متوترين خشية فوات الفرصة وان لاتجد صفقة القرن اجواء اكثر ملائمة لتمريرها مما عليه حالهم الراهن من تشتت وخدر يلصح لان تمرر فيه الصفقة دون شعور منهم بوخز الكرامة وتأنيب الضمير
بعد هذا كله باتت عقلية البعض لاتستوعب هذا التفكير حتى على مستوى التصور الاولي ولبس البعض منهم جلباب اليأس وتستر به.
الا ان من صرف وجه تلقاء ايران وامتداداتها في محور المقاومة يرى العكس من ذلك تماما.
يرى الامل يزداد يوما بعد يوما بتحقق حلم زوال اسرائيل
يرى التطور النوعي والستراتيجي في اداء المقاومة الفلسطينية واللبنانية
ويرى دخول العراق على مستوى الحشد وفصائل المقاومة فيه على خط تحرير فلسطين بشكل جدي ومقتدر .
ويشاهد كيف ان جبهات اخرى فتحت ضد اسرائيل وان كانت على المستوى البعيد كالجبهة اليمنية وجبهة الجولان ، وكيف ان سوريا استعادت عافيتها وباتت اشد اندكاكا في علاقتها مع ايران ومحور المقاومة عموما .
يجزم بان امكانية تحرير فلسطين بل ازالة الكيان الغاصب بشكل كامل من المنطقة امر تلوح بشائره في الافق ومعطياته الحسية اضحت ملموسة .
وليس اكثر شاهد على ذلك من عجز اسرائيل على مواجهة حزب الله واجتياح غزة ومنع انطلاق الصواريخ منها نحو تل ابيب .
فضلا عن فشل كل مشاريعها التوسعية بالمنطقة وارتطامها بصخرة المقاومة .
فهل ياترى سياتي اليوم الذي نسمع فيه الرئيس الاميركي اياً كان في وقتها يصرح باتخاذه قرار التخلي عن حماية اسرائيل واعتباره امرا غير مجديا في ظل تنامي قدرات محور المقاومة الاستثنائية ومايكلفه من تبعات مالية وسياسية وعسكرية على اميركا، كما اعلن ترامب اليوم عن امكانية التخلي عن حماية ناقلات النفط في الخليج ومغادرة المنطقة .
هذا السيناريو وهذا الحلم كان حاضرا في اذهاننا ومباحثاتنا ومناقشاتنا للوضع في المنطقة منذ الوهلة الاولى لنجاح الثورة الاسلامية المباركة في ايران
واذا بنا اليوم نقف على اعتابه ان شاء الله تعالى
https://telegram.me/buratha