حيدر الطائي
إن السمات الرئيسية لمرحلة ما بعد السقوط هي الترابط الوثيق بين نظام المحاصصة الاثنية والقبلية والطائفية والمكوناتية. وبين ثقافة الإرهاب والعنف والتطرف واستشراء الفساد وماافرزه من أزمات وتأزمات بنيوية طالت أداء الدولة ومؤسساتها وأجهزتها. وانتج ضعف الدولة وذهاب بريق المواطنة وتفكك الهوية وتشوه الشخصية العراقية. وإن هذه الأزمات والتأزمات المجتمعية. فسحت المجال لتغلغل النفوذ الإقليمي والدولي. واستفحال دور المليشيات المسلحة ونشاطها خارج نطاق سيطرة الدولة.
والحقيقة أن المحنة العسيرة التي يمر بها العراق اليوم هي نتيجة تراكم عوامل متعددة. في مقدمتها التخلف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
إن الأزمات والتأزمات التي تمر بالبلد هيأة أرضية خصبة لنمو منظمات إرهابية تكفيرية ومليشيات مسلحة وعصابات إجرامية. وأحزاب ذات مصالح ذاتية خاصة
إن ما حل بالعراق من خراب وبالشخصية العراقية من تشوه والعلاقات الاجتماعية من تفكك وتمزق النسيج الاجتماعي والعائلي والأخلاقي. وتمزقت الهوية الوطنية وجعل الشخصية العراقية منقسمة على ذاتها.
فالأصلاح والتغيير على الصعيد الحكومي والشعبي ليس بهين خاصة ان السيكولوجية للفرد العراقي تعيش جهل وتخلف وتصدع وأزمة في السلوك والموقف وتعاني من تشوهات فكرية وثقافية وطائفية فالتغيير يجب أن يكون على صعيد العلم والمعرفة والوعي والتنوير الديني والثقافة والفكر.
فإذا لم تتدارك النخب الثقافية والسياسية النزيهة المخلصة للوطن والشعب فإننا سنشهد جيلاً شبابيًا كارهًا للولاء الوطني ومعبأ بثقافة الكره والتطرف والطائفية والإرهاب أحيانًا وساعتها لاينفع الندم حينها.
https://telegram.me/buratha
