علي عبد سلمان
النفس لها عدة مسالك، وهي تدأب اما للصلاح ودعمه، او للطلاح والغوص في وحله، وهما بالتالي يحتاجان عملا دؤبا مليء بالعمل والجهد، للوصول الى جوهر مسالك النفس، كما قال تعالى في محكم كتابه العزيز((ونفس وما سواها فألهما فجورها وتقواها))وهنا تتضح سريرة الانسان في تحديد واتباع احداهما من الاخر.
الجهل له انواع فهناك جهل، وهنالك جهل مركب، فالجهل المركب هو ذلك الصنف من الناس الذي قال عنه احد الحكماء "فرجل لا يعلم ولا يعلم انه يعلم فذلك الاحمق فأنبذوه"، فمثلا حين يريد الانسان الوصول الى المعالي، عليه بأتباع سهر الليالي كما قيل، وهذا يعتمد على تنافسه الشريف، واجتهاده الخلوق على اقرانه، وابناء جلدته، او من يشتركون معه في العمل.
صنف آخر من الناس يرى الامور من زاوية ضيقة! ويقبع في وحل جهله، ويفسر الامر على هواه، فتراه متصيدا في الماء العكر تارةً ليفضح اخطاء الاخرين ليسموا بنفسه، ومتناقضا في فكره ليبرر خساسة فكره تارةً اخرى، وبين هذا وذاك، فأن حب السلطة والتسيد، والظهور في الواجهة، والتملق، هي ما تدفعه للوصول الى غاياته، بوسائل لا تمت بصلة الى المسلك الذي يتبناه ظاهرا، والذي هو بعيد كل البعد عن اخلاقيات متبنياته الداخلية، وهكذا يجري الحديث عن المعارضة فيما هم في السلطة بكل عمقها وتفاصيلها.
هتلر والذي ارد القضاء على الغير، ورؤيته بأنه رب الشعب المختار، بررها البعض ممن يمتلكون تلك النزعة في العدوانية، واقصاء الغير والذين يمتلكون الاهواء في التمسك في الكرسي والسلطة، بأنه شخص متميز ولكنه تميز سلبي، في الحقييقة انه اجرام، واطلاق صفة التميز عليه جريمة في حق مفرادت اللغة، فمن يقتات على دماء الاخرين، لديه عقدة في خلجات نفسه، يحتاج الى طبيب نفساني، وليس اقرانه من يحتاجون لطبيب لانهم شخصوا اخطاءه.
نهاية المطاف تسير بنا حول مفترق طرق، فطريق نسلكه يحمل معاني جمة، في اختيار السبيل الامثل لتحقيق الطموح، وآخر يبنى على اخطاء الاخرين، لينال من ابداعهم لحساب مصلحته الشخصية، وشتان بين موسى وفرعون، فموسى تميز في لقاء ربه، وفرعون جاهد في اقصاء غيره، ولكن التحليل يحتاج اذنا واعية واخرى صاغية، ولا يحتاج صم بكم لا يفقهون، لمعرفة الحقيقة الكامنة وراء الامور
https://telegram.me/buratha