ماجد الشويلي
إن أتفه اسباب الخلاف وأكثرها مدعاة للحسرة وألألم هو الخلاف والتناحر الذي يقع بين بعض الشيعة على اساس أن البعض يقلد هذا المرجع والبعض الاخر يقلد غيره ،
في الوقت الذي يعد اختلاف المراجع في المسائل الفقهية امر طبيعي جدا ،بل إن المرجع الديني يختلف رأيه مع نفسه بين حين وحين في بعض المسائل .فتراه يغير رأيه في المسألة الواحدة بشكل طبيعي .
لكن الغريب هو تعصب البعض بذلك الشكل الاعمى في التقليد حتى انه يستعدي غيره من المراجع ومقلديهم بشكل مقيت ،فهل ياترى أن الخلاف بين مرجعين يجد احدهما أن غسل الجمعة مجزئ عن الوضوء والاخر لايراه كذلك يستحق التناحر والقطيعة ؟!
أم أن الاختلاف بين مرجعين بشأن جواز البقاء على تقليد الميت مدعاة للفرقة والنزاع ؟!!
انه لامر عجيب أن لايثير فينا خلاف الاطباء الذين نتعالج عندهم في تشخيص الامراض نزاعا ولا يدفع بنا تنوع افكار المهندسين الذين يشيدون لنا ابنيتنا الى البغضاء والشحناء ويدفع بنا خلاف المجتهدين في مسائل فرعية جدا للتنكر للاخوة الايمانية بيننا متناسين ثوابت العقيدة التي تجمعنا سوية.
نعم لنكن صريحين ولاندعي المثالية بشكل غير طبيعي ،فان الخلاف والتمييز يمكن ان يحصل بخصوص ترجيح مرجعية على مرجعية اخرى .
لكن على اساس المنهجية الثورية والفكر الحركي والسياسي وغيرها من القضايا المصيرية
فهي مسائل معتبرة تتوقف عليها مسائل مهمة كنصرة الاسلام او حفظ الدين او قيادة المجتمع والرقي به.
ومع ذلك فحتى هذا الاختلاف لايستحق التناحر بين الاخوة فكل انسان له دليله وعقله وذائقته وهو يحاسب على قدر عقله وعقله يحاسب على قدر ما آتاه الله من العلم (بحسب الرواية)
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) (17)الحج
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha