المقالات

هنا العراق !!

2418 2019-06-08

ماجد الشويلي

 

لم يكن موقف العراق الذي اعلنه الرئيس برهم صالح مدويا في الجامعة العربية مجرد موقف سياسي استعراضي عابر ،كتلك المواقف والاراجيز التي ينشدها رعاة وحكام الانظمة البدوية في المنطقة ، الذين اعتادوا على رجزها بحدوهم لابلهم .

بل كان موقفا مبدأيا واخلاقيا ينم عن الشعور الحقيقي بمسؤولية الانتماء للامة والشعب والوطن .

كما ينم عن الاستعداد لتحمل التبعات الجسام التي تنجم عنه ايا كانت وكيفما تكون .

لكن لماذا هذا الموقف من العراق وليس من غيره ؟

من الواضح أن الاجابة على السؤال تستلزم استفاضة كبيرة واستغراق طويل في الحيثيات ،وبغية الايجاز وتوخي الدقة والتركيز في الاجابة ساعمد للاكتفاء بذكر اهم الركائز والدعامات التي استند لها هذا القرار الحكيم والمبدأي الجرئ الذي اتخذه العراق في الجامعة العربية ،الا وهو ركيزة استناد النظام السياسي في العراق للارادة الشعبية.

هذه الركيزة التي يفتقرها جل الانظمة العربية الممثلة في الجامعة العربية الان.

فمن المعروف ان انظمة المشايخ المتهرئة على وجه الخصوص هي انظمة وراثية قمعية لاتمثل شعوبها بادنى المستويات ، ولذا فان قراراتها ومواقفها لاتعبر الا عن مصالح شيوخها وملوكها فحسب ولاتمت لشعوبهم باية صلة

أما العراق فبرغم الملاحظات الجمة والغفيرة على نظامه السياسي الا انه من حيث المبدأ هو الافضل من بين كل الانظمة السياسية للمنظومة العربية القائمة في المنطقة؛ لانه يستند بدرجة كبيرة لارادة الشعب .

هذه الارادة المنبعثة من مظومة القيم والاعراف والمعتقدات التي يؤمن بها الشعب العراقي هي التي الزمت الرئيس برهم صالح ان يتخذ موقفه الذي اتخذه في الجامعة العربية .

وان كان يستحق الثناء عليه كما يستحق رئيس الحكومة كذلك . الا انه ليس موقفا شخصيا بقدر ما هو موقف يعبر عن ارادة شعب ينتمي لامة ويحرص على سلامتها ووحدتها وقبل أن يكون موفق رئيس حكومة او ملك او امير .

وانا على اعتقاد أن الحكومة العراقية بكل ابعادها لو لم تكن تعلم بأن اي موقف مغاير لما اتخذته في الجامعة العربية سيجعلها في موضع الاتهام والمحاسبة امام الشعب والمرجعية الدينية وانها ستلفظ وتمج ويلقى بها في مقالع السياسة ولن يشفع لها احد بعد ذلك لشهدنا منها موقفا غير ماشهدناه من الصلابة والحكمة.

أن هذا ماعليه الحال في النظام السياسي العراقي رغم كل مايعانيه من وهن وضعف وركة !!

ولهذا نجد أن اميركا وحكام الخليج يجهدون لتغيير النظام السياسي في العراق اكثر من سعيهم لتغيير الرموز السياسية فيه .

فبعد ان تمكن الغرب من تغيير المنظومة الذهنية والايدلوجية الفكرية عند اغلب الزعامات السياسية في العراق لصالحهم بات بقائهم بمايحملون من ارث وتاريخ يمثل ضمانة لبقاء مصالحهم في العراق وهيمنتهم عليه وليس العكس ؛انصب تركيزهم الان على تغيير النظام السياسي الذي بات يشكل لهم عائقا وتحدياً بل ورطة تورطوا بها حينما اسهموا بصياغته وهم لايعلمون بان مآلات ما اتيح لهذا الشعب من هامش الحرية فيه سينقلب على مصالحهم ومخططاتهم كما حصل في مؤتمر القمة العربية مؤخرا

ولعل حكام الخليج كانوا اكثر تنبها لهذه الحقيقة من الاميركان فبادروا لمعاداة هذا النظام الوليد بغية اجهاضة والانقضاض عليه للحيلولة دون وصول ارتداداته لبلدانهم .

لكن كما يبدو ان فاس العراق وقعت برؤوسهم جميعا وانه يتعافى ويعود افضل مما كان عليه قبل يتعافون مما تلقوه من الضربة التي شجت رؤوسهم العفنة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك