أحمد كامل
يبدو أن سنة الحياة لا يمكن ان نفارقها او تفارقنا ، فمتلازمة قابيل وهابيل تسير في عروقنا ، على الرغم من المحاولات التي جرت على أيدي عشرات الألوف من الأنبياء والرسل والاوصياء بتصحيح مسار البشرية ، بنبذ العنف والتفرقة وزرع روح المحبة والوئام بين النفوس والعمل بمبدأ (أما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) ، وكلُ هذا لكن لازالت البشرية تتقاتل فيما بينها على أتفه الأسباب ، وتتحاقد القلوب على صغائر الأمور .
ونحن نترقب هلال شهر شوال معلناً عيد الفطر المبارك ، تتهيء فيه العوائل لإستقبال تلك الأيام المباركة بالإفراح والسرور ، والتواصل بين الناس وتقديم التهاني والامنيات ، وإنهاء الخلافات ،والبدء بصفحة جديدة ، فالعيد هو التجديد في كل شيء ، وقلب صفحاتنا السوداء ، عسى وإن الله سبحانه وتعالى أن يمحي تلك صفحاتنا السوداء ويبدلها بما هو خير ، فما تقوم به البشرية من أعمال خير يضاعفها الله خير منها ، وما كانت أعمال حقد وكراهية ينزل فيها الله عذابه وسخطه عليها .
تقديم التهاني والتبريكات في العيد وتبادلُ الزيارات صار أمرا ً روتينيا ً يتعامل فيه الناس ، لأن العيد لم يؤثر في النفوس ، ولم يطلبوا من الله فيه الصفح والتجديد ، ولم يتمنوا الخير للآخرين كما يتمنوه لأنفسهم، ولم يأخذوا عهداً على أنفسهم بنبذ العنف والسعي إلى إحلال السلام ، ولم يأخذوا عبرة ممن سبقوهم في أعيادهم الماضية والآن همُ تحت التراب ،والأدلة كثيرة على ذلك ، فلا نشاهد آثارا ً إيجابية على الطبائع البشرية بعد العيد ، فبمجرد انتهاء أيام العيد تعود النفوس للتعكر والتباغض، فالأيام تمضي واعمارنا تسير ولا نعرف متى نقوم بتجديد نفوسنا وتطهيرها من الأحقاد .
https://telegram.me/buratha
