المقالات

التعليم في العراق؛ بين الأمس واليوم

1794 2019-05-02

علي عبد سلمان

 

انه حديث جداً محزن وذو شجون, عندما نطرح كذا موضوع, فبعد ان كان في العقد الستيني والسبعيني يدعى المعلم قائداً ورائداً ويشار إليه بالبنان, أمسى ذلك الشامخ المحترم –مبتذلاً رخيصاً يتاجر في جهوده أعداء التربية والتربويون في العقد الثمانيني في عهد الفوضى واللانظام يكون المربي المحترم مبلغاً لأفكارهم الدنيئة او أداة زجر وظلم واستعباد ضمن مستنقعات بعثهم الكافــــر وذلك نتيجة للسياسات الخاطئـــــة التي أدت إلى وضع المربي في وضع لا يحمد عقباه بعد ان وصفه رذيلهم بلقب ( ابو أبو قولة الو..... ) .

أصبح المعلم خجولاً جداً في زمن الحصار لأنه امتهن مهناً لا تليق بمكانته العلمية حيث أجبرته عليها الظروف الصعبة (ظروف الثلاثة ألاف دينار) ليكون حمالاً أو سائقاً أو يفترش الرصيف ليبيع مقتنياته لتسديد الديون المترتبة عليه جراء الأجر الهزيل المقصود

بعد أن سقط الصنم أستبشر المعلمون والمدرسون خيراً فيما ستحمله لهم سنة 2003 من مفاجآت في تغيير مستواهم ألمعاشي لا بل حتى العلمي وتسارع الى فك أسرهم من ظلم الظالمين , خصوصاً أولئك الذيـــن بقيت ضمائرهم عصيــة طاهرة لم تدنس برجس العفالقة .آن الأوان أن يدرك المربي بأنه قد حصحص الحق, واندحر التمايز والاستغلال وضن المعلم بأنه سيستعيد بريق السبعينات

حيث أزهرت ثمرة التغيير بأشجع خطوة, ألا وهي إشهار الكارت الأحمر بوجه كل من لا يستحق لقب المعلم المربي (لحيازته على اللقب السيئ الصيت ,أتجاهله حفاظاً على نظافة المقال) ولو بقي القليل منهم بسبب ظروف لا أود الخوض فيه إلا انه عزاؤنا الوحيد في ذلك أن (رياح التغـيـير وحب الحياة اعتى من سموم الحقد والانتقام )

ولكن وللأسف الشديد وإذا بذلك المعلم المحترم يصبـــح جســـراً يمر عليه الوصولييــن الأنتفاعييــن ليتسلقوا المناصب على حساب شريحة المعلمين ,شريحة الصبر الأعظم والأجر الأكرم . قال رسول الإنسانية (ص) "إنما بعثت معلماً " فيكفي المعلم فخراً بهذا الاقتران .

ان أرادت الدولة إن تنهض بالمجتمع, فما عليها سوى إن تهتم بالمعلم لأنه نواة الإبداع ومفتاح الرقي والتقدم نظراً للدور الرائع الذي يلعبه المربي في رفد الدولة بكل الإمكانات, ومن هذا المنطلق قال الإمبراطور الياباني هيروهيتو (لكي تنهضوا باليابان من جديد ,أعطوا المعلم راتب الوزيـــر وحكم القاضي وهيبة الملك ) .

نأمل مِن مَن يهمهم أمر المعلم ان لا يعطوه حكم القاضي ولا هيبة السلطان, بل كل ما نأملــــه ان يحركوا ما كان ساكناً من ثمرة جهود شتاء قارص (جمد درجته) وصيف لاهب (أذاب كل أحلامه) . نكرر النداء الى اهل الرأي لكل من وزارة التربيـــة الموقرة ووزارة الماليـــــة الكريمة ومجلس الوزراء الحنون ولا تنسوا ما قاله المعلــــــم الأول صلى الله عليه واله وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيتــــه )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك