احمد حسن العراقي
• الحكاية تبدأ من كاتب أمريكي يدعى (جوزيف ناي ) تحدث جوزيف ناي عام 1990 عن ما أسماه القوة الناعمة في كتاب له نُشر حينها تحت عنوان ( ملزمون بالقيادة ) ثم كرر هذا المصطلح في كتابه الثاني ( مفارقة القوة الأمريكية ) الذي صدر عام 2001 .. ثم ختم تنظيره للقوة الناعمة في كتابه الشهير ( القوة الناعمة ) ..
• ومن حينها دخل هذا المصطلح قاموس العلاقات الدولية والجامعات ومراكز الابحاث السياسية ..
شغل جوزيف ناي مناصب عديدة منها رئاسة مجلس المخابرات الوطني الامريكي ومنصب مساعد وزير الدفاع الامريكي في عهد كلينتون .. إضافة الى صفته الأكاديمية كعميد لكلية العلوم الحكومية في جامعة هارفرد
• بعد ان قدمنا هذا الإيجاز عن مؤسس مصطلح القوة الناعمة ..
ننتقل الان لنتحدث في ثلاثة نقاط أساسية هي :
√النقطة الاولى : ماهو تعريف الحرب الناعمة ؟ وماهي مواردها ؟ وماهي مصادرها ؟
يقول جوزيف ناي : إن القوة الناعمة هي القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام ..وهي القدرة على التأثير في سلوك الأخرين للحصول على النتائج والأهداف المتوخاة بدون الإضطرار الى الإستعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية والصلبة ..الخ
إذن فالقوة الناعمة هي ان تقوم امريكا بتحقيق اهدافها ومصالحها في أي دولة وإخضاع شعبها لإجندتها الخاصة والهيمنة على مقدرات تلك الدولة او ذاك الشعب لكن من دون إستخدام القوة الصلبة - اي العسكرية - بل بإستخدام القوة الناعمة بمعنى ان تجعل الشعب المستهدف يصل الى قناعة بما تطرحه امريكا بحيث يتقبل هيمنتها وتسلطها عليه .. من دون أن يجد حرجاً في ذلك ..!!
√النقطة الثانية : ماهي مصادر هذه القوة الناعمة ؟
يقول جوزيف ناي : أن مصادر القوة الناعمة التي تمتلكها الولايات المتحدة كثيرة وهي اكبر من ترسانتنا العسكرية ويمكن ان نستعمل هذه القوة ونحقق اهدافنا ونخضع الشعوب لهيمنتنا السياسية والإقتصادية والعسكرية والثقافية عن طريق جذبهم نحو ما نطرحه ونجعلهم مقتنعين بان إتباعهم لنا هو الصواب وان مقاومتهم لمشاريعنا هو الخطأ ..
ثم اخذ جوزيف ناي يعدد مصادر القوة الامريكية الناعمة نذكر منها
اولا : الجامعات الأمريكية فهي تساهم في تحويل الطلبة الوافدين من الشرق الاوسط ومن البلدان الرافضة للهيمنة الامريكية .. تساهم هذه الجامعات بتحويل هولاء الطلبة الى ابواق ودعاة للمشاريع الامريكية في بلدانهم بعد ان يمروا بمرحلة الإنبهار في التقدم المادي في أمريكا ..
ثانيا : مصانع هوليود السينمائية ونجومها فهي تعتبر قوة جذب للشباب في الشعوب الاخرى فيمكن لهوليود ان تشيطن اي نظام معارض لامريكا .. كما انه يمكن إستخدام نجوم السينما الأمريكية في شن حملات إعلامية ودعائية مضادة ضد الانظمة التي ترفض الخضوع للأجندة الامريكية ..
√ اما تكتيكات الحرب الناعمة فتأتي في الحلقة الثانية غداً ان شاء الله تعالى
_____________________
https://telegram.me/buratha
