صفاء باسم فرحان
و لأننا في زمن العولمة، حري بنا ان نكون اكثر وعياً وتقارباً، وان نرتدي معطف الإنسانية، بكل تحضر فوق هذا القميص، لتشع الصدور بسلام.
كانت رسالة هذا القميص، واضحةٍ كـ خيوط الشمس في ضحاها، ولاغبار عليه لما له، من دور فعال وحيوي ، مليء بطاقات الطلبة انذاك ، ممتعاً بالإيجابيات المذهلة ، بل مهم للغاية لما يحمل، من صبغات فلسفية، بيضاء ناصعة كالبدر في ليالي التمام، وهو يروي لنا افئدة شرائح مجتمعهِ الام، وكافة المجتمعات ، آمناً برسالتهِ الثقافية المتعددة، وصلينا في مسجد رونقه الخاص جماعة، واحمرت خدود الجامعة حبا وفخرا، فـ سجدت شكرا وهي ترى التربوي مرشد ، الطبيب ماهر ، المهندس مذهل ، الرسام مبدع بريشته ، الفنان واعي برسالته ، الاقتصادي رابح بتعاملاته ، القانوني مدستر بميزان عدله وهو يحطم لنا جماجم الفساد بــ مطرقته الخشبية ، الكل كالاحصائي صادق بجمع عيناته ، كان ملوك الاختصاص واثقي الخطى وهم يبثون روح الثقافات للجميع" كالراوتر" بل على مدى واسع من الفكر، ومنفتح بلا تشفير، ولأنه فاهم ومبرمج على دالة" الإرسال والإستلام"
كان ذلك القميص بيث مرسلاً بحوثه النافعة الساطعة وما يحمل من مسؤولية على عاتقه بروح رياضية مفسلجة خالية من أورام الجهل وبإختصار كان سليماً ، سالماً يشخص السلب ويعالجه بالإيجاب..
اما اليوم أعلن أسفي ! وكأنني اقرأ بيت القصيد متلعثماً أمام كبار النثر ، خجلا من تلك الجامعات التي تئن وتحن لأيام زمان وكأنها عروس تشكو من حيف اهلها اللذين جردوها قميصها الأبيض، بل لوثوه فامطرت عيونها كحلاً قانياً !
إذ جعلوا منها محطة استلام يبثون فيها ثقافات يندى لها الجبين ! بسبب قطار الجهل، الذي جاءنا بفكرٍ ساذج ومنحط كالإلحاد والتميع، وما مرَّ شهر، إلا وسمعنا مصطلحاً يرقص على شفاه الشباب كالزحف ، الكبلات والكثير،والقارء النهم يعرف مااعنيهِ من أنواع العلاقات "..
اتسائل مَن للمجتمع ؟بمعنى آخر مَن للأجيال القادمة مِن جيل تربى على الغش والثقافات الوهمية "كالاكروبات" التي حملت اسماء الجامعات، ولم تجد فيها شيئاً يخص العلم، غير التطبيل للعطل، وبث أمور ليست من مستوى الطالب الجامعي؟!..
مناي ان ننتفع وننفع تكنولوجيا اليوم هذه ، التي من المفترض أن نتلاقح فكريا أكثر وننضج بحجم الألم، الذي حملهُ قميصنا الأبيض الملوث، الذي أبكى رفوف المكاتب الجامعية، وأن تُقر عيونها الزهرية، وهي ترى القميص نظيفاًساطعاً يسابق طلوع الشمس وجمالها، الصغير بحجم اخر كتاب ترابي، في زوايا مكتبةٍ منسيةٍ ولم يمر عليها قارئ بعد صفاء باسم..
https://telegram.me/buratha
