علي عبد سلمان
محافظة ذي قار من المحافظات الجنوبية التي تشتهر بكثرة المواقع الاثارية والتي تصل الى اكثر من الف موقع اثاري منتشرة في عموم المحافظة من تلال وشواخص وابنية ومعابد ولازالت البعثات الاثارية تعمل على تنقيب هذه المدن الاثارية واكتشافها .
واشهر هذه المواقع الاثارية والتي هي مفتوحة امام السواح هي مدينة اور الاثارية والتي تضم الزقورة فهي من أقدم المعابد التي بقيت في العراق.
بالاضافة الى كونها تتمتع بمناطق شاسعة من الأهوار الجميلة التي تعتبر من اهم معالمها ومورد مهم من مواردها السياحية.
لكن ما عانت هذه المدينة في الحقبة السابقة بسبب موافقها من سياسات البعث جعلها تعاني الاهمال والحرمان الشئ الكثير .
وبقية اثارها وأهوارها تحاكي الاهمال المتعمد لطمس هوية ابناءها الذين بقو كمدينتهم ينزفون دما وحضارة. مدينتهم التي خرج منها اول حرف للعالم واهم اختراع على مدى البشرية كلها الا وهي الكتابة ذاك الإنجاز العظيم الذي اخترعه السومريين .
وبعد التغير استبشرنا خيرا بأن تراعي و تهتم الحكومة المدينة وآثارها والعمل على تطويرها والحفاظ على الموروث فيها ، لكن الروتين القاتل والبيروقراطية والفساد الاداري والمالي والازمات التي مر بها البلد أبقيت الحال كما هو عليه ،والمشاريع مجرد حبر على ورق.
فالمحافظة اليوم بحاجة ماسة الى مدينة سياحية أو تبني مشروع من قبل المركز لدعمها واعتبارها عاصمة للآثار والسياحة العراقية .
فهي بحاجة الى خدمات وبنى تحتية تساهم في خلق اجواء سياحية ،اولها انشاء مطار مدني ينظم تلك الرحلات السياحية من والى المدينة . وفتح طرق مرورية سريعة ذات مواصفات دولية والى سكة قطار تربطها مع المحافظات المجاورة وبين اقضيتها ، وتحتاج الى فنادق من طراز خمسة نجوم ومطاعم وكافتيريات وساحات خضراء ومنتزهات سياحية بالاضافة الى أسواق حرة ومولات تجارية ،وبنك خاص بالمحافظة وفروع للمصارف من شأنها خلق بئية استثمارية .
ووتحتاج اضا الى انشاء كليات ومعاهد ومدارس تخصصية للآثار والسياحية والفندقة.
كم سينعكس ذلك بالإيجاب على أبناء المحافظة خصوصا وعلى البلد بصورة عامة ،كم سيوفر من فرص عمل لآلاف الشباب وكم يساهم هذا من انتشال المحافظة وابنائها من الواقع المرير الذي تعاني منه اليوم.
القضية ليست بتلك المهمة المستحيلة بل تحتاج الى من يؤمن بالقضية ويطالب الحكومة المركزية بتخصيص موازنة خاصة لها وتشريع قوانين وزيادة فرص الاستثمار.
ألم تستحق هذه المدينة المعطاء أن تكون معلما سياحيا في البلد والمنطقة فضلا عن العالم .هذه المدينة التي طالما أنجبت من الأدباء والفنانين والمثقفين والسياسين الذين كان لهم بصمتهم في البلد وخارجه .
وتعد رابع اكبرمدينة في العراق من حيث التعداد السكاني بعد بغداد والموصل والبصرة،ولها ثقلها السياسي والعشائري وعندها الكثير مايجعلها قبلة للسياحية في البلد.
https://telegram.me/buratha