المقالات

مقدمتان ونتيجة في معركتنا مع الفساد!

2160 2019-01-09

علي عبد سلمان

 

يخوض العراق ثلاث معارك في آن واحد، الأولى هي معركته من أجل تطهير أرضه، من الدواعش الوهابيين، ونتائج هذه المعركة منوطة بسواعد الرجال، وبمقدار ما يبذلون من دماء، وهي سخية بلا حساب، ولذلك تتحقق كل يوم نتائج على الأرض، تحزن التحالف البعثوداعشي ورعاته.

الثانية هي معركة إتمام بناء الدولة، فلقد تحققت في الأثنتي عشر سنة الفائتة، نجاحات مهمة لكنها ليست ناجزة.

الثالثة معركة محاربة الفساد، هذا الأرث النتن، الذي ورثناه من نظام صدام، ثم نمى وترعرع ونشط، ثم كبر الى أن اصبح غولا، في أجواء الإرتباك الذي عشناه في السنوات إياها..

في معركتنا مع الفساد، لا يجب الركون فقط، الى إخراج عدد من كبار الفاسدين من مناصبهم، أو الى معاقبة هذا المسؤول أو ذاك، أو بإحالة متلبس برشوة الى القضاء.

إذ مع أن هذه الإجراءات مطلوبة بذاتها، إلا أنها ليست نهاية المطاف، بل يتعين بناء مؤسسات حكومية، ليست قادرة على أن تكون حواضن للفساد، وهذه النقطة بحاجة الى إيضاح!

إن نزع فكرة السلطة من رؤوس المسؤولين الحكوميين، هو المقدمة الصغرى لبناء مؤسسة دولة، لا يمكن أن تكون فاسدة، فحيثما تمتلك المؤسسة عناصر القوة والقسر، وحيثما تستطيع أن تتلاعب بمصائر المواطنين وحاجاتهم، وحيثما تتسع صلاحيات المسؤول الحكومي، فإن الفساد يستوطن، ويجد له بيئة ترعاه وتنميه.

كمثال على كون الصلاحيات بيئة للفساد، هو صلاحية رجل المرور بفرض العقوبة النقدية ميادنيا، فما إن يلوح رجل المرور بدفتر المخالفات، حتى ترتعد فرائص جيوب سائقي المركبات، لتفرغ ما فيها في جيب رجل المرور!

المقدمة الكبرى؛ أن نوايا الدولة التي أعلنتها بأنها ستشن حربا على الفساد، تبقى حبيسة الصدور، ما لم يرافق ذلك إعادة النظر بمجمل البناء المؤسسي للدولة، كما يتعين أن تتم إعادة النظر بمنظومة الرقابة والمحاسبة الراهنة.

والنتيجة؛ أن كثرة عدد الأجهزة المعنية بالمراقبة والمتابعة والتحقق، ربما يكون معبرا آخرا للفساد، وما لم توحد الجهود وقواعد البيانات تحت سلطة واحدة، تعنى بالمراقبة، فإن الحبل يبقى على غاربه، وإمكانية إفلات الفاسدين من العقاب تبقى قائمة.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك