علي عبد سلمان
بعض الساسة مثل آلة قد تم تزييت أجزائها ، مرن سلس الحركة ..! بعضهم الآخر على النقيض تماما؛ فهو واقف على مواقفه لا يتزحزح عنها، كأنه تمثال أبي الهول..! بعضهم الثالث؛ فقد الأتجاه أو الأحساس بالأتجا،ه فتراه يتخبط تخبط عشواء.
الصنف الرابع مثل بندول الساعة، يتحرك في حيز محدد سلفا لا يغادر هذا الحيز ..السلسون المرنين قادرون على الحراك بكل الأتجاهات، الذين لا يتزحزحون عن مواقفهم؛ هم احجار عثرة في المسيرة السياسية، المتخبطون قصتهم قصة؛ إذ أن النتيجة المنطقية لتخبطهم؛ هي هذه المشكلات التي نعيشها، والتي سببها تخبطهم الذي أنتجه حراكهم العشوائي، فهم كما صنفناهم؛ بنادل الساعات تقليديين غير قادرين على مواجه المستجدات والتوائم مع مخرجاته..
هذه هي عناصر مشهدنا السياسي الراهن الأربعة، وهي جميعا منغمسة بشكل ما في الصراع السياسي الحالي.
وكي نخرج من دوامة الصراع فإننا بحاجة الى العنصر الخامس..!
العنصر الخامس؛ هو العنصر الخلاق المبادر، القادر على أستشراف آفاق المشكلات، والمتوفر على أدوات التفكير المنطقي ؛في مواجهة المعضلات، بغية التوصل الى حلول لها..
العنصر الخامس لم ينغمس في الصراعات السياسية، لكنه ليس بعيد عنها..بمعنى أنه يقرأها ويقرأ نتائجها، ولكنه كان قادا على الدوام، على أن ينأى بنفسه عنها، لأنه يعرف أن معظم أدوات الصراع السياسي الراهن، أدوات قذرة تلوثه وتلوث تاريخه!
يبدو لي أن المنهج الذي يرسم ملامح العنصر الخامس؛ لم يلق رواجا في ساحتناالسياسية،لأنه بالغ بنأي نفسه الى حد الإنعزال شبه التام، وهم اليوم بحاجة الى أن ينهضوا من رقادهم، ليحدثوا تغييرا نحسب أن وقته قد حان!
https://telegram.me/buratha