علي عبد سلمان
معظم الملفات المتعلقة بالمشكلات الكبرى التي تواجهها المجتمعات تغلق لعدة عوامل وأسباب، أول هذه العوامل توصل أطرافها إلى حلول مقبولة على حد معقول من النقاط التي تصاحبها تنازلات في أكثر الأحوال، وثاني هذه العوامل والأسباب هو انتصار أحد الأطراف على طرف آخر متسبب بالمشكلة، وثالث العوامل هو أمحاء أثر تلك المشكلات بمشكلات أكبر تجعل تلك المشكلات صغيرة قياسا بما تلاها من مشكلات..ورابع العوامل هو عامل الزمن الذي يعتبر أكبر حلال للمشكلات لأنه يستطيع تغييب أطراف المشكلة بغيابهم عن مسرحه ، وأعني به الحياة...
غير أن ثمة مشكلات عصية على الحل وتتفاقم بتقادم الزمن!..هذا النمط من المشكلات يمكن أن نطلق عليها بالمشكلات العابرة للأزمان والأمكنة..!
هذه المشكلات قليلة وتعد على عدد الأصابع، لكن فعلها في الإنسانية كبير وخطير..ومثالها الأنصع قضية الإمام الحسين ومصرعه الذي هز التاريخ الإنساني وما زال يهزه، وتزداد قوة الاهتزاز كلما مضى زمن أطول على القضية..!
مع أن الأمة الإسلامية مجمعة "تقريبا" على مظلومية الحسين عليه السلام وعدالة قضيته، إلا أن في هذه الـ "تقريبا" تكمن المشكلة وتفاقم آثارها، وفي التفاصيل تكمن الشياطين، ..فمازال نفر من الأمة يقول :" تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" ..وكأن الأمة تلك لسنا نحن امتدادها..!
إن قضية الأمام الحسين ملف مفتوح أبد الدهر، وليس من المنتظر إغلاقه في أمد منظور، لأن هذا النفر يفلسف القضية وفقا لمعتقدات الأمة التي يدعونا إلى أن نشيح بوجهنا عن فعلتها بقوله: " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"...وهي مفارقة تستدعي التأمل..
لكن يبدو أن حسنات بقاء هذا الملف مفتوحا أكثر بكثير من فوائد إغلاقه..فبقاءه مفتوحا يشكل معيار لانتمائنا إلى الطريق الحق..وهو طريق حاد عنه ثلاثة أرباع الأمة مع الأسف...!
https://telegram.me/buratha