المقالات

رايات وشعارات ونصب وتماثيل..!

1710 2019-01-03

علي عبد سلمان

 

زرت بلدان عديدة؛ وأكثر ما يلفت نظري فيها هي النصب والتماثيل، فمنها أقرأ تاريخ وحضارة تلك الشعوب.

في موسكو رأيت نُصُبا لعلماء كبار أسهموا في المعرفة العلمية، لشعراء مثل بوشكين، لروائيين مثل تولستوي، لأخماتوفا وشعرها الساحر.

في بومباي يلاقيتك عند بوابة الهند الشهيرة نصب باني الهند الذي لا نعرفه نحن! مهاراشيتاري، هذا الرجل الذي كرس حياته لبناء مدينة عظيمة حاكى بها لندن في التفاصيل الدقية..

في كل مكان ثمة نُصًب لها معنى معرفي ، وقرونا هو عمر النصب والتماثيل في كل أرجاء المعمورة، إلا هنا تماثيلنا ونصًبنا الصدامية، سيوف وسيوف وخوذ ودبابات ، حتى شعارات الأحزاب والكتل السياسية قلما تخلو من سيف أو خنجر أو حصان مع خارطة العراق.

إنها ثقافة العنف والقسوة والقوة، ثقافة صهيل الخير ومجنزرات الدبابات..حتى الجوامع بنوا منائرها على شكل بندقية الكلاشنكوف كما في جامع أم القرى الذي هو الآن مقر للوقف السني!

 لقد تعب شعبنا من ثقافة الأعلام والرايات والسيوف والبنادق والقبضات والخوذ الحديدية وكل الأفكار التي تستفز مكامن العنف والوطنية الزائفة، وأجدر بنا أن نختار أفكارا تبحث عن العراقة والجمال وتنشر قيم المعرفة، فهي الأبقى.

 لقد أزيلت بعد سقوط الطاغية عشرات النصب التي لم تعد تتلائم مع نزوعنا نحو غد إنساني ، وبقيت فقط تلك النصب التي تلامس الوجدان، كنصب الحرية وحمامات فائق حسن والأم، وتماثيل كهرمانه وشهرزاد، والحبوبي،والرصافي والكاظمي والمتنبي وعنتر وغيرها من النصب التي لا تسعى إلا لقيم الجمال والعراقة والمعرفة والذكرى الطيبة.

أما النصب التي كانت غايتها تمجيد الطغاة والقتل والوطنية الزائفة فهي زالت وما بقي منه الى زوال، ويكفينا علم من قماش نرفعه في الأوقات التي يتعين رفعه بها إحتراما وإجلالاًله، بدلا من هذا الإسفاف الواسع برفع العلم بنسختيه الحالية والصدامية في كل مكان يجوز فيه أو لايجوز...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك