المقالات

حكومة فاقدة .. الثقة


 

تتسارع الكتل السياسية فيما بينها الى تشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان العراقي القادم الهدف منه ان تحظى بتشكيل الحكومة القادمة ..وهذا التسارع قد يؤدي الى فقدان الكثير من قوى تلك الكتل التي تعطي الكثير من المكاسب للأحزاب الاخرى لغرض ضمها ضمن الكتلة الاكبر على حساب مصالح الشعب العامة . 

ان الانتخابات البرلمانية التي جرت وأصابها الكثير من التزوير جعلت الكتل السياسية عدم الثقة بتلك الانتخابات مما دعاها الى طلب العد والفرز اليدوي وتشكيل مفوضية من القضاة لتشرف على العد والفرز اليدوي وأخيرا اعلنت النتائج فكانت الاغلبية مطابقة بالقدر الذي حصل هنا أوهناك تغيير في اسماء بعض الفائزين وهذا لا يؤثر على مواقع الكتل السياسية الفائزة التي تسعى جاهدة الى تشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان والتي يتنازع عليها فريقين ، الكل يدعي بأنه يحمل الروح الوطنية بل هم بالحقيقة فاقدي الوطنية لدرجة انهم لا يزال البعض منهم متمسك بالمحاصصة الحزبية التي نبذها الشعب والمرجعية الدينية وحتى هم الذين متمسكين بها . 

ان البرلمان القادم هو فاقد ثقة الشعب لان اغلبية الشعب بحدود 80% لم يشارك بالانتخابات وان خمس الشعب من اشترك في الانتخابات فالبرلمان لا يمثل اغلبية الشعب ، بل يمثل الاحزاب التي اشترك بالانتخابات ، فأن ثقة الشعب تبقى مفقود بالبرلمان على طول فترة بقاءه ، ومن هنا فأي مصادقة على الحكومة القادمة فاقدة الثقة والشرعية ، لكون ما بني على باطل فهو باطل . 

أن الايام القادمة سوف تشهد صراعات كبيرة على من يشكل الحكومة القادمة واكبر تلك الصراعات من يترأس تلك الحكومة فهناك شخصيات تميل الى الجناح الامريكي البريطاني وهناك شخصيات تميل الى الجناح الايراني فكل فريق يريد ان يثبت قدمه في تلك الحكومة ويترأسها . 

فمهما كان نوع الحكومة القادمة فأن الشعب ليس له ثقة بها للأسباب التالية اولها لم تحظى بأغلبية الشعب وثانيا ان الانتخابات اصابها الكثير من التزوير وثالثا ان عنصر المحاصصة والوجوه الفاسدة والفاشلة هي نفسها سوف تشكل الحكومة ، وما نلاحظه من تظاهرات شعبية واعتصامات وغضب جماهيري الذي دعت اليه المرجعية الدينية هي احدى الدلائل على الرفض المستقبلي لتشكيل اي حكومة قادمة لا تحظى بثقة الشعب . 

ان الايام حبلى بالكثير من المفاجئات التي لا يتوقعها البعض فهناك سيناريوهات في الوضع العراقي القادم منها التدخل الأممي بعد ان وضع الوضع العراقي على الطاولة الاممية ، وهناك توجيهات المرجعية الدينية التي لم ترضى على الوضع الحالي والتي بدأت ببعض التوجيهات وقد تتخذ توجيهات جديدة لم تكن بالحسبان ، وهناك على الواقع الصراع الامريكي الايراني المتصاعد في المنطقة والعراق الارض الخصبة الى هذا الصراع قد ينفجر بأي لحظة يؤدي الى عدم تشكيل الحكومة قادمة ، وقد تكون هناك امور أخرى لم تظهر الى العلن تكون مفاجئة للجميع ، كل تلك الامور قد تحدث ، ويبقى الشعب فاقد الثقة بالحكومة القادمة مهما قدمت له من خدمات ووفرت له فرص عمل والسبب لأنها لا تستطيع ان تقضي على الفساد والفاسدين لان الاحزاب والتيارات التي كونت تلك الحكومة هي بؤر للفساد وحماية الفاسدين . 

الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك