المقالات

الرأي .. المحاصر


 

في المادة 38 من الدستور التي تنص على ( حرية التعبير بكل الوسائل المتاحة ) نجد ان حرية المواطن العراقي أصبحت محاصرة بالتعبير عن رأيه في وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من الوسائل الإعلامية وخاصة من قبل الوزراء والمحافظين . 

لقد حاول بعض المسؤولين من أن يحد أو يمنع كل من يعبر عن رأيه تجاه المؤسسة أو الوزارة أو المحافظة التي يسكنها من خلال الشكوى عليه في المحاكم المختصة وهذا من حقه أذا كانت تلك المعلومات التي عبر عنها المواطن غير صحيحة وتسيء الى تلك المؤسسة او الوزارة أو المحافظة ، وهنا القضاء يجب ان يقول كلمة الفصل اتجاه هذا التعبير . 

ولكن بعض المسؤولين أخذ منحى أخر من خلال معاقبة المواطن الموظف في دائرة أو مؤسسة اذا عبر عن رأيه اتجاه تلك الدائرة أو الوزارة بحجة أنه لا يسمح له بالتعبير عن رأيه الا بعد الموافقات الأصولية والترخيص ومنح الإجازة والتخويل وبمعنى أخر ( ممنوع التعبير عن رأيك ) تسكت ولا تتكلم حتى لو كان المسؤول فاسدا أو حراميا أو مختلسا . وما أكثر الموظفين الذين تعاقبوا لكونهم عبروا عن رأيهم في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي . 

أن المسؤول العراقي دائما يريد فقط المدح والثناء ولا يريد أحد أن ينتقده حتى ولو كان هذا النقد ايجابي لأنه تعلم على تلك السياسية الخاطئة التي زرعها النظام الديكتاتوري البائد ، وعلى الرغم من تغيير النظام ولكن المسؤول لم يستوعب الحالة وبقى على تلك الثقافة المقيتة التي أوصلت البلد الى الدمار والخراب ونهب أمواله وخيراته دون أن يؤخذ بنظر الاعتبار حرية رأي المواطن في التعبير فقط نجدها في الدستور دون أن نجد أي تفعيل لها . 

وبعد نقل الصلاحيات الى المحافظات وجد بعض المحافظين هذه فرصة للانتقام من كل موظف ينتقد ويعبر عن رأيه بأن يعاقب كل موظف ينتقد عمل المحافظ بعقوبة انضباطية من أجل الحد من التعبير عن رأيه لكون المحافظ أصبح مسؤوله المباشر وفق تعليمات نقل الصلاحيات حتى ولو كان هذا المحافظ فاسدا أو فاشلا . 

أن على الحكومة الاتحادية أن تأخذ بنظر الاعتبار المادة الدستورية الخاصة بحرية التعبير وتمنع كل من يريد أن يمنع حرية الرأي للمواطن وليس أن يكون له شوكة في حلقه . . ( بس يتكلم بزه ) .. وان تنتبه الحكومة الاتحادية الى أمر مهم هو بعد نقل الصلاحيات الى المحافظين واستغلالها بإسكات صوت الموظف بالتعبير عن رأيه من أجل النهوض بواقع المحافظة . 

أن المواطن اليوم محاصر من كل الإطراف لا يقدر أن يعبر عن رأيه .. وإذا عبر أن رأيه فأما العبوة زرعت في باب داره ، أو تجري له تصفية جسديه ، أو تقام عليه شكاوي في المحاكم ، أو تقام مجالس تحقيقية في دائرته أذا كان موظفا .. فأين يذهب المواطن ليعبر عن رأيه ؟!!! أن رأي المواطن يبقى محاصرا حتى لو أعطيت لو فسحة من المجال . 

الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك