معظم الإمراض العادية تشفى وتزول نهائيا بالعلاج الطبي التقليدي أو بطب الإعشاب , بل إن الكثير منها يتماثل للشفاء من تلقاء نفسه ومن غير حاجة إلى مراجعة الطبيب الاختصاص , وما الطبيب في هذه الحالة إلا عامل معجل بالشفاء , إما الإمراض المزمنة ومن أمثالها ضغط الدم والربو المزمن والسكر في الدم وضعف الذاكرة فلا بد فيها من تدخل الطبيب بل التعاون التام بين المريض والطبيب على حد سوا, على الرغم من ظهور أطباء أو أشباه الأطباء يعالجون المريض عن بعد بقراءة المعوذات والنصائح السحرية , وما أكثرهم في فضائياتنا العربية.
فالطبيب يتقصى أسباب المرض ومصدره ويصف العلاج المناسب , فان لم يهتدي إلى العلة قد يلجا إلى المسكنات أو إلى الفيتامينات وعلى المريض إن يطيع أمر الطبيب ويراعي النظام والدقة في طعامه وشرابه وفي عمله وأوجه نشاطه , وان كثير من هذه الإمراض تشفى وتزول نهائيا أو تصل إلى حالة قريبة من الشفاء متى أطاع المريض تعليمات طبيبه بكل دقة.
والقاعدة العامة تقول : إن أكثرية الإمراض المستعصية يمكن شفائها والنادر منها هو الذي يستعص على العلاج .. هنا يأتي عالم الأجهزة الجديدة , إذ ستهيمن تطبيقات الصحة واللياقة على حركة الأجهزة القابلة للارتداد أمثال ( الساعة الذكية ونظارة غوغل كلاس ) والتي تعتبر تحول كبير في علاقة الإنسان بأجهزة الكومبيوتر وشبكة الانترنت .
ونحن اليوم نعاني من مرض جديد مزمن قد لا تخلو عائلة منه , وربما مصابة به أكثر من ثلثي البشرية .. هذا المرض الجديد الذي أتت به ثورة الاتصالات الرقمية هو - الإدمان على الانترنت - ... على الرغم من إننا لحد ألان لم نجد علاج فعال للإدمان على السكائر والمخدرات والمشروبات الكحولية المنتشرة في بعض مجتمعاتنا , يأتي هذا المرض الجديد ليدخل بيوتنا تحت مظلة العولمة والتطور ألمعلوماتي ليٌكون لنا علاقات مع الآخرين اغلبها مشبوهة سواء للرجل أو المرأة ,
وليفتح لنا باب المواقع الاجتماعية ومشاهدة الأفلام بحسناتها وسيئاتها, فمن يكتشف لنا علاج فعال لهذا المرض الاجتماعي ؟ ومن يحد من مخاطره على الأسرة والمجتمع ؟ ولماذا لا يٌدرس في مدارسنا المغرقة مناهجها بتاريخ الحروب والغزوات والشعر الجاهلي ؟وأخيراً أن من يعتقد الشفاء السريع من الإدمان على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعية فهو على وهم.
https://telegram.me/buratha