المقالات

عندما تطالبكم المرجعية الرشيدة بالحل !!

437 20:38:00 2012-04-19

سعيد البدري

بدأت الأزمة السياسية في العراق تأخذ مناحٍ خطيرة بعد حالة التصعيد غير المسبوقة بين الأطراف السياسية الرئيسية في عراق ما بعد 2003، الديمقراطي الاتحادي على الورق فكلّ طرف من أطراف الصراع يعيش أحلامه ويحاول فرض متبنياته وأفكاره دون النظر إلى مصالح وهموم وخصوصيات الآخرين والأدهى أنّ الإطار العام الذي يجمع الفرقاء هو الشراكة الوطنية،في حين الأمر مختلف ومناقض تماماً لما هو مثبت ومعمول به على أرض الواقع من حيث إدارة الوزارات ومؤسسات الدّولة، ولعلّ الخلافات التي كانت قائمة بين العراقية ودولة قانون باتت هامشية في وقت كانت فيه أساسيّة وتنذر بشر مستطير لكنّ ما استجد بعد دخول إقليم كردستان على خط الأزمة وحرب التراشق الإعلامي عقد الأمور، وللأمانة فأن الخلاف الذي لم يكن متوقعاً بين طرف كردي وآخر شيعي بسبب ميل بارزاني لإنشاء دولة داخل الدولة خصوصا مع عودته خالي الوفاض من واشنطن التي لم ترحب بالتغيير داخلياً لعدم وجود بديل مناسب يوازن بين علاقته بها وبإيران كالمالكي كما رفضت أمريكا إعلان دولة كردية في ظل الأوضاع التي يعيشها الشرق الأوسط فيما يميل المالكي لتكريس سلطة المركز وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في زمن الدكتاتورية البعثية ليضمن السيطرة المطلقة على مقاليد الأمور ويقلل من تأثيرات المنافسين لبرامجه التي يعتبرها طموحه وستجعل منه شخصا قويا خالدا كعبد الكريم قاسم، وهذان التوجهان أهملا الدستور وجعلاه وثيقة معطلة لا نفع منها ولا حاكمية، بينما يتحجج الطرفان بالعودة إليه لحل الأزمة, ان استمرار هذه الطريقة أو الحرب الكلامية وما تلاها من سباب وشتائم واستعراض عضلات استدعى ان تكون هناك تدخلات عاجلة لأطراف مؤثرة في العملية السياسية أو مؤسسة رشيدة يحترمها الجميع ويثق بحكمها ورؤيتها في الحل كالمرجعية الدينية العليا، التي أعلن المستشار المقال لرئيس الحكومة لشؤون كردستان عادل برواري ان المرجع الديني الأعلى الإمام السيد علي السيستاني قد كلف رئيس الجمهورية جلال طالباني بمهمة حل الخلاف الدائر بين بغداد وأربيل. مع ترحيب من قبل الرئيس بهذا التكليف كونه منطلق من حرص ووعي بحجم المشكلة ونوع الحل الذي جاء لإنقاذ البلاد والعباد الذين تعطلت حياتهم وقد تقاد الأمور وتسير باتجاه آخر لا تحمد عقباه، أن استمرت مثل هذه الخلافات في هدم ما تم بناؤه بعد تسع سنوات على سقوط الديكتاتورية البعثية المقيتة، لذا نرجو أنّ ينصت الجميع لصوت العقل ويجلسوا لحل مشاكلهم خصوصاً وان تشخيص المرجعية الرشيدة يصب في خانة الحل والحل فقط لأنها حريصة على مستقبل العراق بجميع أبنائه وبجميع أطيافه وهذا ما لا يحتاج إلى إثبات من احد أبداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك