المقالات

هل فعلا سيذهب العراق إلى " الجحيم " ؟

1297 13:22:00 2011-04-06

مهند حبيب السماوي

يراقب المحللون الأمريكيون وخبراؤها العسكريون، هذا الأيام وقبل انسحاب قواتهم من العراق المزمع نهاية هذه السنة، الوضع العراقي من جوانبه المتعددة وخصوصاً الأمني منها وتداعيات التقهقر والنكوص الأمني الذي يحدث في بعض مناطق ومحافظات العراق وخلال هذه المرحلة الحرجة من تشكيل الحكومة العراقية التي مازالت فيها حقائب الداخلية والدفاع والأمن الوطني والمخابرات فارغة.وفي ظل هذا الفراغ الذي فيه يعيش العراق حالياً وضعاً مرتبكاً فيما يتعلق بمصير تشكيل الحكومة النهائي والتحالفات والاتفاقيات السياسية التي انعقدت فيه قبل تشكيلها، يُثار جدلا في دوائر القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية حول موعد الانسحاب وطبيعة العلاقة المستقبلية بين الوليات المتحدة والعراق بعد 2011 وكيف ستكون شكلها وآفاق العلاقة وتصوراتها بين كلا البلدين .وحول قضية بقاء أو مغادرة القوات الأمريكية من العراق، دعا السيناتور لندسي كراهام، الأحد 3-4-2011 ، في لقاء مع برنامج " مواجهة الأمة" مع شبكة CBS نيوز، إلى وجود أمريكي مستمر في العراق ومحذرا بان سحب القوات الأمريكية من العراق سوف يُعرض التقدم في العراق للخطر الحقيقي، زاعما بان العراق" ربما سيذهب للجحيم من غير وجود القوات الأمريكية ! ". وأشار كراهام، وهو يستحضر تقرير تموز الماضي الذي أشار إلى طلب وزارة الخارجية الأمريكية بتجهيزيها بمعدات وقوات عسكرية خاصة، بان هذا الطلب سيؤدي إلى خلق "جيش صغير لوزارة الخارجية" اذ إننا سنرى بعد الانسحاب ان " وزارة الخارجية سوف تأتي للكونكرس لتقول بأننا نحتاج عربات وسرب من الطائرات والآلاف من رجال الحمايات الخاصة " وهذا، من وجهة نظر كراهام " قانون خاسر " و" إستراتجية خاطئة" حيث لا يجب ان يكون لوزارة الخارجية جيش وهي طريقة غير صحيحة لتوفير الأمن .من حق كراهام، من وجهة نظرنا، أن ينتقد طريقة الإدارة الأمريكية في ما يمكن أن تقوم به في العراق وأثره على ميزانيتها وإستراتيجية عملها خصوصا ما تطلبه وزارة الخارجية الأمريكية من تجهيزات ومعدات وقوات أمنية خاصة ، فهذا من صلب عمله كسيناتور يشرع القوانين ويراقب عمل حكومته، لكن ما يمكن أن نقف عنده في تصريحات كراهام حول ما قاله من أن العراق سيذهب " للجحيم " إذا انسحبت القوات الأمريكية من أراضيه.لن ندقق طبعا في الجانب اللغوي لكلمة " الجحيم " ولن نجري مسحا استقرائيا على استخدامات كلمة " الجحيم " ومدلولاتها الاصطلاحية في السياقات المتنوعة والعبارات المختلفة التي ترد فيها، لكننا سنقف على الدواعي والأسباب التي تجعل السياسي المحنك كراهام يتبنى مثل هكذا رأي يدل على عدم ثقة أمريكية، أو جزء كبير من أجنحتها، بحكومة العراق وقدرتها على إدارة الملف الأمني بمفردها بعد الانسحاب. من المحقق أن الإرباك والمأزق السياسيين في العراق من جهة والخروقات الأمنية التي تحدث فيه من جهة أخرى تشكل احد أهم سببين لوجود رؤية تشير إلى انهيار العراق الأمني بعد الانسحاب الأمريكي منه أو لنقل انه سوف يتقهقر امنيا، فهذه الصراعات والممحاكات بين الكتل السياسية أنتجت حكومة محاصصة جديدة " مشلولة " غير قائمة على مبدأ الأغلبية السياسية التي تستطيع العمل بقوة وفاعلية أكثر مما هي عليه لو كانت قائمة على أساس مراضاة الإطراف السياسية و "جبر خواطرهم".أما الخروقات الأمنية فهذا عامل آخر مهم ، وهو ربما نتيجة للعامل الأول وليس مختلف عنه، فهي تشكل أهم أسباب عدم ثقة الجانب الأمريكي بالقدرة العراقية على حفظ الأمن واستتباب الوضع فيه وقد شهد العراق خلال الأيام الماضية موجة جديدة من الاغتيالات في كواتم الصوت بعد فترة هدوء نسبي ناهيك عن عملية اقتحام مبنى صلاح الدين واحتلالها من قبل تنظيم القاعدة وما نتج عن العملية من قتل وإصابة عشرات الموطنين.جميع هذه الأحداث وما يتعلق فيها كانت تقف خلف وجهة نظر كراهام وهو يُطلق هذا التصريح " المبالغ فيه "و" المُستفز " لقادة العراق السياسية والأمنية التي ترى في هذا التصريح أهانه لها ولما قامت به في السنوات التي تلت سقوط نظام صدام من دور حيوي في مقاتلة تنظيم القاعدة في العراق.هذا التصريح يجب، من خلال قراءتي الشخصية له، أن نضعه في الاعتبار لا من حيث مقدار انطباقه على الواقع وما سوف يجري فيه، فمن المستحيل ان ينزلق العراق نحو الجحيم اذا ما خرجت القوات الأمريكية من أراضيه، بل يجب النظر للتصريح على انه تنبيه للحكومة العراقية ونصيحة لها لتصفية خلافاتها وحل مشكلاتها والبحث عن مخارج ملائمة لأزماتها ومراجعة ملفها الأمني الذي يبدو انه لازال لحد الآن يعاني من الخلل والنقص والخروقات التي تكون نتيجتها أراقة دماء أبناء هذا الوطن وتعطيل تقدمه وتطوره وبناءه فضلا عن فقدان ثقة المواطن العراقي في حكومته وقدرتها على حمايته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك