3- الخوف من أن يُشكل الحكم الذاتي في كوباني عاملًا ضاغطًا مساعدًا على إقامة حكم ذاتي مماثل فيتركيا؛ ولذلك فإن تركيا تسعى إلى القضاء على الحكم الذاتي للأكراد في كوباني، ومنع قيام مثيل له على أراضيها. وقد قام الأكراد بعدة خطوات عملية لتوسيع نفوذهم تمثلت فيما يلي: 1- إطلاق الأكراد حراكهم الخاص المعارض للنظام السوري بالتوازي مع تطلعاتهم في دولتهم القادمة. 2- رفعوا سقف مطالبهم إلى "الإقرار بالحكم الذاتي" لما يسمونه بـ"المناطق الكردية". 3- تسويق مشروعهم السياسي بالدعوة إلى مشروعهم القومي حال الاندماج مع الدولة السورية في المستقبل، فطرحوا الفيدرالية أو "اللامركزية السياسية" لسوريا الجديدة من أجل فرض واقع كردي جديد على الأرض. 4- التوافق على النظام السوري حال فشل الثورة، من خلال إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المقرب من النظام السوري "الإدارة الذاتية. لمناطق ذات غالبية كردية، وانسحب النظام منها وسلمها للحزب. 5- الاستفادة من حالة التعاطف مع "معركة كوباني" على أنها معركة كردية بامتياز ومصيرية بالنسبة لمشروعها القومي في سوريا ونجحت القوى الكردية في توظيف هذه المعركة، وتحقيق العديد من المكاسب السياسية والمعنوية من ورائها. 6- الانفتاح الكردي مع الأمريكي من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي تصفه الإدارة الأمريكية بـ "المنظمة الإرهابية"؛ مما كسر الحاجز بينهما، بل وقدمت الولايات المتحدة السلاح للحزب لصد هجمات "داعش". 7- محاولة إسقاط "الفيتو" التركي على التعاون العسكري بين أكراد العراق وأكراد سوريا، وهو ما تم بالفعل من خلال سماح الحكومة التركية لقوات البيشمركة العراقية بالمرور عبر أراضيها، ودخول كوباني لدعم مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي، وهذا يعني ضمان دخول البيشمركة إلى مناطق سورية أخرى، مستقبلاً للدفاع عن أكرادها إذا تطلب الأمر. وتسعى تركيا لاستمرار نفوذها من خلال ما يلي: 1- إقامة منطقة عازلة، لتوحي أنها تعمل ضد تنظيم داعش، ولكن هدفها الأساسي هو قطع الطريق على أكرادتركيا للمطالبة بحكم ذاتي. 2- تحاول تركيا مخاطبة الأكراد على أرضها بأنها تعمل من أجل السلام معهم، بالرغم من أنها- ومنذ سنوات- لم تتخذ الخطوات الملموسة تجاه المفاوضات وما زالت تماطل فيها. 3- عدم جدية الدولة التركية في عملية المصالحة بين الحكومة التركية وحزب "العمال الكردستاني" المعارض، في محاولة منها للقضاء على طموحاتهم بالحكم الذات. 4- فصل شرق المنطقة الكردية عن غربها من خلال الاستيلاء على كوباني، وإقامة المنطقة العازلة على الحدود التركية، شمالاً، تمهيداً للسيطرة على الجزيرة الكردية. ويضاف إلى ما سبق قلق تركيا أيضًا هو تنامى النفوذ الروسي في سوريا بعد أن أكد أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي، أن روسيا مستعدة للتعاون مع كل "القوى البناءة" في محاربة تنظيم "داعش" في سوريا- بمن فيهم الأكراد- على الرغم من أن روسيا لا تمد أكراد سوريا بالسلاح، وأن الوجود الروسي في سوريا هو بناء على دعوة من النظام السوري، وأن بلاده على استعداد للتعاون مع كل القوى البناءة المستعدة للمشاركة في قتال داعش". مما سبق نستطيع أن نؤكد أن هناك خطرًا حقيقيًّا على النفوذ التركي في المناطق السورية، وأن تركيا تحاول التقليل من هذا التنامي من خلال طرح عدة صيغ للأزمة في سوريا، لا تلقي القبول الدولي لإنجاحها ليبقى النفوذ الكردي في النمو والخوف التركي في التزايد.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha