ابو هاني الشمري
حينما ينزل المسافر في اي بقعة من الارض يتفحصها بنظرة مختلفة عن النظرة التي يراها اهل تلك البقعة ... فأهلها تعودوا عليها وعلى اماكنها اما الغريب فيدقق في كل شئ.
مطار النجف صار معلما لمدينتها التي جنت مكانتها القدسية من مكانة وقدسية سيد الاوصياء امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام الذي شرّف هذا المكان المبارك حتى بات قبلة للعاشقين.الجوانب الايجابية للمطار تكمن في الموظفين المنتشرين في قاعات واروقة المطار فهم قمة في التعاون والاستقبال الجيد للمسافرين وهم نموذج جيد يمكن ان يكون لبقية موظفي الدولة ... هؤلاء الموظفين وحسب مشاهدتي لتصرفاتهم يحاولون قدر جهودهم عدم حصول اي جانب سلبي قد يعكر صفو المسافر القادم او المغادر. فالجميع جيد حتى جهاز التنظيف الاسيوي الذي وكما يبدو ان هنالك مراقب اسيوي يتابع عمال التنظيف اولا بأول.
المشكلة في مطار النجف تتلخص في النقاط التالية التي يجب على ادارتها ان تتابعها بشكل جدي الا اذا كانت هنالك قوة اكبر من تلك الادارة لا تستطيع ان تفعل حيالها شيئا فسيكون ذلك خارج حدود الحسابات!!.
1- المسافر المفرد (وليس المجموعات) القادم الى النجف وبعد ان يخرج بوابة المطار حاملا امتعته يجد اصحاب سيارات التكسي الذين سيصبح تحت رحمتهم وخصوصا اذا كانت هذه هي زيارته الاولى.
اليكم هذه القصة التي حدثت معي واتركها للمسؤولين عن المطار عسى ان يجدوا لها حلا :خرجت من باب صالة المطار حيث علمت ان من يستقبلني لا يستطيع ان يصل الى صالة الاستقبال وما ان اصبحت خارجه اعانني احد الاخوة من سواق سيارات الاجرة بالاتصال بأهلي لكي اعرف مكانهم وبعد ان عرفنا المكان الذي يقفون فيه اشار عليَّ هذا الشخص بتأجير تاكسي لايصالي الى المكان المنشود ... وكنت اظن ان المكان بعيد عن المطار بسبب الاجراءات الامنية ... وما ان جلست في التاكسي بجنب السائق حتى نادى على احد الرجال الذين يقطعون ايصالات لا أعرف مغزاها ... وما ان اخذ الايصال من هذا الرجل حتى اعطانيه وقال لي (عمي انطي الرجّال 15 الف)!!
اجبته بدهشة (مالتيش) فقال لي (كراجية!!) اي انها رسوم لوقوف سيارات الاجرة العاملة في منطقة المطار!!فقلت له وانا مندهش (عمي الله بالخير واني شنو علاقتي بالكراجية مال سيارتك ... بعدين آني واصل هسة وحتى فلوس عراقية ما عندي ... وبعدين شدعوة خمسطعش الف وعلى شنو؟)فقال لي (عمي احنه شبيدنه هاي تعليمات شيخ (فايز) هو اللي مقرر هاي الرسوم!!)فقلت له (ومنو هذا شيخ فايز) فقال (هو المتعهد على سيارات المطار وعلى باقي السيارات اللي تشتغل للمطار وكل سيارة تدخل للمطار لو تطلع ياخذ منها هذا المبلغ!!) ودفعا للمماحكة التي لا وقت لها هززت يدي متسائلا ومستغربا ومن ثم قلت له (عمي وصلني لمكاني وعود هناك اخوتي ينطونك فلوس)
سارت السيارة بضعة خطوات لم تزد عن 500 او 600 متر فكان اخوتي واهلي باستقبالي في ذلك المكان .... نعم 500 او 600 متر تكلف المسافر المنفرد 20 الف دينار عراقي.وانا في طريقي الى بغداد فكرت جيدا فيما قاله هذا السائق ومدى نزاهته ... لانني قد علمت بعد ذلك ان رسوم دخول وخروج سيارات الاجرة هي عشرة آلاف دينار وليست 15 الف دينار كما ادعى هذا السائق السارق!!
من يكون الشيخ فايز وما هي سلطته لكي يجعل انتقال المسافر من باب صالة المطار الى بوابته الثانية التي تبعد 500 متر تساوي 15 او 20 الف دينار؟!! وهل ان سيارات الاجرة جائت لخدمة المسافرين وايصالهم الى مراكز المدن مقابل اجرة ام انها جائت لايصالهم داخل بوابات المطار ومقابل اجرة تعادل اجرة وصولهم الى مركز المدينة بل اكثر غلاءا منها.
لا اقصد في مقالي هذا اي اساءة للشيخ فايز او اي تشهير له فقد يكون هذا اسم وهمي ذكره لي السائق لكي يبرر الابتزاز الذي يعمله بحق المسافرين, وقد يكون صحيحا فلا دخان من غير نار, ولكن يجب علينا ان نضع النقاط على الحروف لكي تقوم ادارة مطار النجف بأعادة النظر بهذا السرقة العلنية للمسافرين في رابعة النهار وتحت اي عباءة كانت ولأي شخص كان ومهما كان منصبه في الدولة .. فنقل مسافر لمسافة 500 متر من بوابة الى بوابة لا تجد لها مبررا ولا مسوغا قانونيا ولا اخلاقيا سوى تحت مسمى السرقة وابتزاز المسافرين ليس الا. كان حري بأدارة المطار ان تنقل المسافرين بسياراتها الخاصة الى البوابة الخارجية حتى ولو مقابل اجر لان المسافر لايزال داخل ارض ومنطقة المطار وتترك مسألة نقل المسافرين الى مركز المدينة لاصحاب سيارات الاجرة او التكسيات او شركات النقل .... اما ان يتم نقلهم داخل بوابات المطار وبهذه الكيفية وبهذه الاجور فهو امر يجب اعادة النظر فيه وبأسرع وقت ممكن.
2- هنالك طابور من العربات التي يضع المسافر فيها حقائبه وكلها مكسرة وعاطلة موضوعة خارج صالة المطار. الا يجدر بادارة المطار ان ترفع تلك العربات المكسرة من اماكنها بدلا من تركها تستحوذ على مساحات من المنطقة اضافة الى تشويهها للمنظر واعطاء صورة سلبية لادارة المطار خصوصا وان المسافر الذي لا يجد عربة صالحة للاستعمال سوف يتوجه الى هذه العربات العاطلة ويشاهدها بتلك الحال التي تعطيه تلك الصورة السلبية.
3- المطار انشئ عام 2011 على ما اعتقد واليوم وبعد مرور سنوات قليلة على افتتاحه نشاهد ان السقوف الثانوية بحاجة الى تصليح والكثير من اضوية السقف عاطلة عن العمل اضافة الى عطل وتكسر اقفال ابواب دورات المياه وغيرها من الامور الثانوية الكثيرة... كل ما ذكرته يعتبر بسيط وبسيط جدا فيما لو كان هنالك طاقم صيانة يؤدي عمله بشكل صحيح فيرجع القطع الزاحفة من مكانها الى موضعها الطبيعي ويصلح التالف منها ويستبدل الاضوية المعطوبة. كل ذلك يتم من خلال شراء عجلة ذات ذراع يرتفع الى مستوى السقف وهي متوفرة في كل الاسواق العالمية وبعضها يعمل كهربائيا ويمكن لعاملين اثنين ان يديرا عملية الصيانة التي اشرت اليها وهي لا تستغرق سوى فترة وجيزة من الزمن ولا تؤثر على حركة المسافرين داخل المطار. فلماذ غفلت ادارة المطار عنها بل لماذا تتجاهل عملية الصيانة بشكل تام؟.
4- هنالك امر مهم جدا يجب على ادارة المطار ان تنتبه له بل وتباشر به حالا وهو عملية زرع جوانب المدرج وبما لا يتقاطع وحركة الطائرات بالعشب الذي يجب ان يسقى بواسطة شبكة من الانابيب والمرشات وزرع جوانب الطرق والممرات بالاشجار وزهور الزينة ويجب ان تعمل لها شبكة من انابيب الري بالتنقيط لكي لا تتعرض للتلف لان التجربة في العراق اثبتت ان جميع عمليات التشجير التي عملتها دوائر ومؤسسات الدولة اثبتت فشلها لانها لم تأخذ في الحسبان توفير نظام ذاتي لريها وانما كان الري يعتمد على (جيب تنكر وخلي يروح يسكي الزرع) وهي طريقة مزاجية لم نحصد منها غير ما نشاهده من تصحر وانعدام للغطاء النباتي في مدننا وشوارعنا.
5- النظام المتبع في كل مطارات العالم (عدا العراق طبعا) هو ان يكون هنالك محلا رسميا لصرافة العملة مزود بلوحة الكترونية على بابه لكي يعلم المسافر سعر بيع وشراء العملة حسب تداولها بالسوق في ذلك اليوم ولكي لا يقع المسافر فريسة للمبتزين ... كما ويحتوي المطار داخل صالته على اماكن لتأجير سيارات الاجرة لا كما موجود في ارض مطار النجف حينما يذهب المسافر فريسة بيد جهات وسواق سيارات لا تعرف اين يرسلك وكيف يتعامل معك!!
يجب ان تحتوي صالة المطار ايضا على محلات ومطاعم والكثير من وسائل الخدمة التي توفر للمسافر الوسائل الضرورية لبقائه داخل صالة المطار والانتظار بشكل مريح وهادئ ... فماذا سيحصل لو ان مسافرا جاء ولم يكن معه عملة بالدينار العراقي ولم يجد محلا للصرافة؟ اترك التعليق على هذه الحالة الى ادارة المطار لكي تدلو بدلوها.
فالنجف يجب ان تزدهر بكل شئ انطلاقا من اول نقطة يدخلها المسافر وحتى اخر حد لها مع المحافظات الاخرى ... فهي مدينة امير المؤمنين عليه السلام وحري بمدينة الامام ان تكون نموذجا في كل شئ.
https://telegram.me/buratha