دراسات

تاريخ الفكر السياسي الفكر السياسي الغربي7 / بوليب  

3179 2020-06-16

محمد البدر ||

 

في بداية القرن الثاني قبل الميلاد ظهرت روما كقوة عسكرية تغولت وبدأت السيطرة على بقية دويلات المدن اليونانية والرومانية وبذلك انتقل مركز الحضارة الغربية من أثينا إلى روما.

كانت السمة الأساسية للحضارةاليونانية هي الفلسفة.

بينما اهتمت الحضارة الرومانية بالتشريعات والقانون والحقوق.

ومَثلَ المؤرخ والمفكر اليوناني (بوليب) حلقة وصل بين الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية.

ولد بوليب عام (204 ق.م) وتوفي عام (122 ق.م).

نشأ في عائلة ارستقراطية وأُخذ في شبابه كرهينة إلى روما، وفي روما بدأت تتشكل أفكاره السياسية وكان منبهراً بالدولة الرومانية و يتسائل عن سر عظمة روما وسيطرتها على جميع دويلات المدن، وألف أهم كتبه عنها وهو (التاريخ العام للجمهورية الرومانية).

استقى بوليب افكاره من فلسفة أفلاطون وأرسطو و وضع طرح جديد خاص به وهو نظرية تحول النظم الحاكمة وقال إن أنظمة الحكم ذات التوجه الواحد تتجه بمرور الوقت نحو الضعف والتفكك والفوضى والفشل. وكان طرحه بالشكل الآتي:

- يبدأ النظام الملكي فردي مطلق ثم يتحول إلى دستوري. وبمرور الوقت يتحول إلى ملكي مستبد.

- تحصل ثورة على النظام الملكي المستبد وتستلم الحكم النخبة الأرستقراطية في المجتمع. وبمرور الوقت يتحول النظام الأرستقراطي إلى أوليغارشي (أقلية غنية ومتنفذة هي من تحكم).

- تحصل ثورة على النظام الأوليغارشي ويظهر نظام جمهوري ديموقراطي. وبمرور الوقت ونتيجة الحرية تحصل فوضى وصراعات.

- نتيجة الفوضى والصراعات في نظام الحكم الديمقراطي الجمهوري تتذمر الناس وتأخذ بالبحث عن منقذ حتى لو كان مستبد. ونعود مرة أخرى إلى النظام الملكي وهكذا.

ولإيقاف دورة هذه التحولات وإيقاف الثورات وإحلال السلم والإستقرار المجتمعي والسياسي وبناء دولة مستقرة يرى بوليب إن الحل الأمثل هو بإقامة نظام حكم مختلط يجمع بين مفهوم الملكية والأرستقراطية والديمقراطية وهذا النظام هو نظام جمهوري يكون فيه شخص حاكم مع مجلس نيابي يمثل الطبقة الأرستقراطية ومجالس شعبية تمثل المواطنين ويشترك الكل في صنع القرار السياسي والحكم.

بوليب يرى إن الإستقرار السياسي لا يأتي من توازن القوى السياسية.

بل من توازن الطبقات المكونة للمجتمع بمعنى أن تشعر هذا الطبقات بالعدالة والمساواة والمشاركة في صنع القرار وعدم التفرقة والتهميش.

كذلك نجد الجذور الأولى لمبدأ الفصل بين السلطات في بعض تنظيرات وكتابات بوليب بل إن المُنظّر الأبرز لمبدأ الفصل بين السلطات الفيلسوف الفرنسي (مونتسكيو 1689-1755) قد استمد تنظيره في الفصل بين السلطات من أفكار بوليب.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك