التقارير

الانتخابات على الأبواب وهناك تقصير


 

 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

‏لم يبق سوى فترة زمنية قصيرة، ويتم إجراء الانتخابات البلدية، لانتخاب المجالس البلدية في جميع المحافظات العراقية، إجراء الانتخابات والاحتكام إلى ما تفرزه صناديق الاقتراع تطور إيجابي نحو الأفضل، لكن بلا شك تحتاج البيئة المجتمعية وجود ثقافة لدى المواطن العادي، في أهمية صوته الانتخابي، بطاقة الناخب تلعب دور مهم وفعال في إيصال أعضاء مجالس بلدية أو أعضاء شرفاء للبرلمان العراقي، وعلى ضوء حجم الكتل الفائزة يتم تشكيل حكومة عراقية محترمة، سواء كانت الحكومة المركزية في بغداد في الانتخابات البرلمانية، أو تشكيل الحكومات المحلية في المحافظات من خلال الانتخابات البلدية.

خلال زياراتي المتكررة للعراق، ومن خلال وجودي بين الأهل والأقارب والأصدقاء، ومراجعاتي لدوائر الدولة، وحضور المجالس المتعددة سواء في المقاهي أو المساجد أو في المراكز الثقافية، أو من خلال حواري وحديثي مع عامة المواطنين، وجدت أن النسبة الأكبر من المواطنين وخاصة في المحافظات الوسطى والجنوبية، ذات الغالبية الشيعية، لم يقوموا في تحديث سجلاتهم الانتخابية، ويجهلون أهمية صوتهم الانتخابي، والسبب تتحمله النخب الثقافية العراقية التابعة للأحزاب والفصائل والتيارات الشيعية، وانشغال نخبهم الثقافية بالصراعات البينية، ووجدت أطراف يسقط بعضهم البعض الآخر، الخلافات العقيمة في مناطق الاكثريات الشيعية، خلافات ليست عقائدية وأيديولوجية، وإنما خلافات في وجهات نظر بين القيادات، خلافات بغالبيتها خلافات في وجهات النظر وتتحول إلى خلافات شخصية، تترك اثراً سيىئاً، على البيئة الشيعية بزرع روح اليأس، وهذا ما تريده القوى الاستعمارية التي تحرك الصراعات الداخلية، لتحقيق أهدافها المدمرة والتي تستهدف الجميع بدون استثناء.

المشكلة الحقيقية، أن الدولة العراقية صرفت مليارات الدولارات في توظيف ملايين المواطنين، وهناك موظفين في دوائر الدولة، يتقصدون في ظلم الكثير من المواطنين من خلال سلب حقوقهم، المواطن الذي يقع عليه ظلم، لم ينصفه اي مسؤول، بل حتى لو تدخل نواب بالبرلمان لدى الوزير أو المسؤول عن ظلم المواطن، يكون رد الوزير أو المسؤول في الاصرار على ظلم المواطن، لأن الوزير والمسؤول بظل الفوضى والظلم وتفشي المحسوبية والرشاوى، يعتبر نفسه أعلى مقام من تدخل نائب بالبرلمان، قبل فترة نائب برلماني عراقي لقبه السهلاني، الرجل بادر مبادرة للتدخل حول قضية تعرضي للظلم من قبل هيئة الفصل السياسي التي يزعمها السيد رسول عبدعلي الازيرحاوي من التيار الصدري، وفي مكتبه واضع صورة الشهيدين الصدرين الصدر الأول والصدر الثاني، ولايختلف أي إنسان منصف وشريف، أن أكثر الناس ظلماً بالعراق هما الشهيدين الصدريين رضوان الله عليهم، ويفترض بمن يكون من أتباع الشهيدين المظلومين الصدرين رضوان الله عليهم، يكون مع المظلومين، لكن العجيب أن الأخ الصدري الاستاذ رسول عبدعلي اعتبر تدخل النائب السهلاني ربما تدخل شخصي بشؤونه، النتيجة كرر الرفض النهائي الغير قابل للطعن، حتى رب العالمين في يوم الحساب يحكم على الناس بقرارات عادلة، لكن وردت آيات قرآنية وأحاديث نبوية في تدخل الرسول محمد ص وآل بيته الأطهار بالتشفع لدى الله عز وجل، ويقوم الله عز وجل بغفر ذنوب الكثير من المذنبين ويدخلهم الجنة، بل وردت أحاديث حتى الطفل الذي يسقط وهو جنين يشفع لوالديه، بل الشهيد يشفع إلى أهله واصدقائه، ربما البعض منزعج بحصول أبناء واحفاد الشهيد بالعراق على خمس درجات بالمعدل لدى القبول بالجامعات العراقية، أقول لهؤلاء المعارضين  أن الشهيد ايضاً يشفع إلى أبنائه واحفاده وجيرانه واصدقائه في يوم القيامة، لذلك ذوي الشهداء محظوظين بالدارين دار الدنيا والآخرة.

الظلم يتنافى مع العدل، الله عز وجل يتصف بالعدل لذلك الله عز وجل يمقت الظلم والظالمين، خلال وجودي بالعراق، وجدت هناك روتين والموظفين يضعون عراقيل في فروع دوائر الحصول على البطاقة الانتخابية، يفترض بالعراقي الذي يملك بطاقة وطنية، عندما يذهب إلى فروع دوائر البطاقة الانتخابية،  للحصول على كارت  بطاقة الانتخاب، البطاقة الوطنية يفترض تكون كافية، بدون ان يطلب منه بطاقة تموينية، الموظف طلب مني بطاقة تموينية، قال لي انت تقيم خارج العراق راجع السفارة العراقية هي تمحنك بطاقة انتخابية هههههه فقلت له السبب مني عندما جئت إليكم بنفسي لكي اعمل سجل انتخابي لي، انا متأكد في الإقليم الكوردي أو في الانبار وتكريت لاتوجد مثل هذه التصرفات التي يفعلها الموظفين والمسؤولين الشيعة مع مواطنيهم، بل روج ساسة المكون العراقي السني، معاملات شملوا بها آلاف الإرهابيين الدواعش كشهداء ورغم أنف مؤسسة الشهداء والسجناء السياسيين تدفع لهم رواتب تقاعدية، بينما الوزير والموظف والمسؤول الشيعي يتفنن بظلم أخيه الشيعي ويجعله بخانة الاعداء،  ويزرع في نفسه روح اليأس ومعاداة الحكومة والدولة العراقية التي يشارك في حكمها الشيعة بظل تآمر بعثي وعربي طائفي يستهدف شيعة العراق.

انا متأكد ان هناك نسبة كبيرة  بيوم الانتخابات لم يشاركوا بالانتخابات ويبقون نيام،  بينما فئات أخرى من شركائنا بالوطن حسموا أمورهم ووزعوا هدايا وأموال لكسب ناخبيهم، ومشاركتهم الكثيفة تمكنهم  من السيطرة على المقاعد البلدية في محافظاتهم او بالمحافظات المختلطة، المشكلة ان الرافضين للمشاركة بالتصويت، تجدهم يصرخون ويطالبون في التوظيف وإيجاد خدمات، هناك تقصير واضح بعدم قيام النخب السياسية في المحافظات الشيعية بعدم كسب عامة الناس، والضغط على الموظفين في العمل على خدمة المواطن وليس لسلب حقه وإذلاله، يفترض معاقبة الموظفين في فروع تحديث السجلات الانتخابية عندما يضعون عراقيل تمنع المواطن العراقي من الحصول على البطاقة الانتخابية، والكف عن أساليب الابتزاز وخلق العراقيل الغير مبررة، الحكومة الحالية ورغم اني متضرر حتى من حكومة السوداني بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ويفترض كادره الإعلامي يقوم في قراءة ما يكتبه المواطنين والكتاب عن الظلم الذي لحق بهم، وخاصة مثل قضيتي لكوني كنت ضابط معارض لنظام البعث وتم سلب حقوقي ومنعي من حق العودة لاكمال ماتبقى من حياتي بالعراق، يفترض الكادر الإعلامي للسيد رئيس الوزراء متابعة مايكتبه المظلومين وإيصال ذلك للسيد رئيس الوزراء لكي يتدخل وينصف المظلومين وانا واحد منهم، للحق الحكومة الحالية عملت اشياء كثيرة في الأعمار والبناء، تم توظيف  مئات الالاف، ودعم المشاريع المتلكئة، وتعبيد

شوارع  غالبية مدن العراق وعمل مئات المجمعات السكنية، وإكمال بناء الالف مدرسة التي وقعها الدكتور عادل عبدالمهدي بالعقد الصيني، وتم فتح الكثير من المستشفيات، بل وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي الاستاذ نعيم العبودي قام في توسيع أقسام في غالبية الجامعات العراقية، تم افتتاح كليات جديدة، تم تسجيل جامعات عراقية في مؤسسات عالمية محترمة معترف بها.

لو كان لدينا ثقافة انتخابية، ليشارك الجميع في الانتخابات، ويتم انتخاب عناصر شريفة تتكفل في عمل مشاريع البناء تقضي على البطالة ويتم دعم القطاع الخاص، القطاع الخاص هو الأمل لتوظيف كل أبناء الشعب العراقي والقضاء على البطالة والفقر، كل دول العالم ذات الانظمة الديمقراطية تنتخب، انا اعيش بالدنمارك منذ ثلاثين سنة، بيوم الانتخابات، تصطف طوابير الناس أمام المراكز الانتخابية.

الحقيقة هناك فيالق إعلامية متخصصة تستهدف البيئة الشيعية بشكل خاص من خلال زرع روح اليأس، لدينا المرتزق أحمد البشير حملاته تستهدف ساسة واحزاب شيعية فقط، لم يقوم في عمل حلقة حول قتل النساء والأطفال في غزة وغيرها، نائب برلماني عراقي سابق اسمه عمر عبدالستار بقناة الرافدين يتكلم في أقذر الكلمات الطائفية تجاه مكونات عراقية معينة، البشير لا يستطيع انتقاد  رؤوس فلول البعث ولا دول الرجعية العربية وهذا دليل انه معهم، بل مرتبط  بهم وبمشاريعهم.

في الختام يفترض بالنخب الثقافية الحزبية سواء كانت أحزاب أو تيارات أو مستقلين، العمل على كسب المواطن بالدرجة الاولى، واعادة الثقة مابين الحاضنة والطبقات السياسية، كربلاء نموذج راقي للاعمار والبناء، سواء أعمال القطاع الحكومي أو أعمال العتبة الحسينية والعباسية، وعمل القطاع الخاص من التجار، في المحافظات الجنوبية، لو الحكومة ببغداد والحكومات المحلية بالمحافظات الجنوبية يسهلون طرق توزيع أراضي زراعية لكل الخريجين من كليات ومعاهد واعداديات الزراعة في إقامة مشاريع زراعة النخيل من الأنواع الفاخرة والجيدة لتم القضاء على جزء كبير من البطالة، يفترض بالكتل الانتخابية تبني مشاريع إلزام الدولة بفتح معامل ومصانع تعليب التمور وتصديرها لخارج العراق، لوقف أساليب تجار الخليج في ابتزاز أصحاب بساتين النخيل في شراء تمورهم في أبخس الأثمان، الحكومات المحلية بالجنوب، تقوم في إعطاء مشاريع تشجير المدن لمقاولين همهم كسب المال، يتقصدون بشراء نخيل كبير الحجم في أسعار تصل إلى ٣٠٠ الف دينار، وهم في الحقيقة يقتلون النخيل، وليس كما يدعون انهم يقومون في اكثار النخيل، ولو فعلا هم يريدون اكثار النخيل، توجد فسائل نخيل نسيجية تباع بالمشاتل الأهلية لصنف البرحي والمجهول لايتعدى سعر الفسيلة الصغيرة المائة الف دينار من مشاتل القطاع الخاص، بينما اسعار القطاع الحكومي ارخص بكثير بل ويتم إعطاء الفسائل إلى البلديات والمدارس بشكل مجاني، لكن طمع وجشع المحافظين والمسؤولين جعلهم يفكرون بسرقة أموال الشعب على حساب اقتصاد البلد وتطوره.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

13/11/2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك