نعيم الهاشمي الخفاجي ||
سيوف وملابس العرب كانت مستوردة من الهند، بل العرب بتاريخهم الجاهلي لم يكونوا من أصحاب الأعمار والمدنية، بل كانوا يسكنون الصحاري والبوادي، ويمتهنون مهنة الغزو والسلب والنهب.
الأسلحة التي كان يستخدمها العرب مستوردة من بلاد الأعاجم، وبالذات من دول جنوب شرق آسيا والتي تعرف اليوم في الهند والصين.
العرب الذين كانوا يسكنون مكة المكرمة ومدينة يثرب والتي عرفت بعد هجرة رسول الله ص إليها في المدينة المنورة، العرب في مكة بيوتات معدودة ومعروفة، وهم يختلفون عن الأعراب، وهم بلا شك لديهم مدنية، وهم قسم من سادات قريش وبالذات بيت عبد المطلب بن عبد مناف، فهم شيوخ وزعماء العرب الحضر سكنة المدن، وكانوا يعملون في التجارة مع أهل الشام بظل وجود عرب يسكنون في دولة الغساسنة في حوران تحت قيادة ورعاية الإمبراطورية الرومانية، ولدى العرب تبادل تجاري مع دولة الغساسنة في الفرات الأوسط بالحيرة التابعة لمحافظة النجف الاشرف، والذين كانت ترعاهم الإمبراطورية الفارسية.
العرب لم تكون لديهم عقلية صناعية لصناعة السيوف والرماح، وإنما يتم شراء السيوف والرماح من الهند. وحتى بعد استشهاد الامام الحسين ع، وعند مجيء بنات رسول الله ص اسيرات إلى مجلس العبد عبدالله بن زياد المطعون بنسبة من قبل جيش عمر بن سعد بن أبي وقاص، السيدة زينب ع ردت على الأوباش في خطبة فصيحة، فكان الرد على خطبة السيدة زينب ع بنت الإمام علي بن أبي طالب ع في مجلس عبدالله بن زياد بن ابيه عبد بني أمية بشهادة يحيى بن الحكم شقيق مروان بن الحكم الذي اسماه ذو الحسب الوغل العبد السيء، افتخرو في مجلس بن زياد أنهم قتلوا الحسين بن علي بسيوف هندية، وهذا الكلام مثبت في كتب التاريخ التي روت قصة استشهاد الإمام الحسين ع وآل بيته بمعرفة الطف كربلاء.
بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، العرب قاموا في حرق كتب العلوم والمعرفة والطب لانهم يجهلون اهميتها، فهم لايعرفون سوى لغة السلب والنهب والسبي.
فتح بلاد المشرق كان سهل لأن أهلها، كانوا يتبعون ديانات مجوسية ووثنية، فمن السهولة أن يسلم ابناء دول المشرق، والكثير اسلم بدون قتال، بسبب عدم قناعة أبناء تلك الشعوب بالديانات المجوسية والوثنية، على عكس الفتوحات الإسلامية في اتجاه الغرب، فقد دارت رحى معارك بين المسلمين والرومان استمرت قرون وكانت المعارك يوم لك ويوم عليك، عبر المسلمين صوب شرق أوروبا في الاندلس، وبعد خمس قرون تم اجتثاثهم، ولم يبقوا منهم أحد، السبب ان الرومان لديهم ديانة سماوية مسيحية يضحون من أجلها حالهم حال المسلمين الذين احتلت بلدانهم لكن لم يتم ابادتهم والقضاء عليهم، السبب ان المسلمين عقيدتهم سماوية يضحون من أجلها.
بعد انتشار الإسلام في المشرق بالسيف او من خلال قناعة الناس بالدين الاسلامي، العرب تجارتهم اتجهت صوت المشرق في بلاد فارس والهند والصين، ووصلتهم البهارات والملابس المصنوعة من الحرير، طبيعة العرب يلبسون ملابس خشنة، مصنوعة من جلود الأبل والاغنام والماعز، رغم انني عربي قح بل لم اكتفي بنسبي المتعارف عليه، اقسم بالله عملت فحص DNA وعلى حسابي الخاص، ومكان اخذ العينة الدنمارك، جائني التقرير مع سهم يمتد من وادي الدواسر بمنتصف الجزيرة العربية إلى النجف بابل الكوت وجزء من الاهواز والبصرة والعمارة والكوت، هذا السهم حدد حركة عائلتي خلال الألف سنة الأخيرة، وكان السهم فعلا يتطابق مع هجرة قبيلتي خفاجة من منطقة اعمامنا الدواسر بالجزيرة العربية الى الفرات الأوسط والكوت والعمارة وجزء من الاهواز والبصرة والناصرية.
اعتمد العرب على البضائع الهندية والفارسية، لأنهم لايجيدون فنون الصناعة،
بل حتى عمر بن الخطاب سمح إلى عشرة أشخاص في دخول المدينة المنورة ومكة من غير المسلمين أصحاب مهن حدادة وعطاره لعلاج المرضى، واحدهم نفذ عملية قتل عمر بن الخطاب، كما هو مروي في كتب التاريخ السني، انا نقلت وفق ماذكره الطبري وابن هشام ولم اتطرق إلى كتب الحديث لدى الشيعة.
حتى في العهد العثماني كان أهالي الخليج يزاولون التجارة مع الهند من خلال السفن الشراعية، يذهبون إلى الهند لبيع ما يعثرون عليه من لؤلؤ من البحار بالغوص، العرب لايلبسون اللؤلؤ، يذهب أهالي الخليج بسفن شراعية إلى الهند لبيع اللؤلؤ، ويشترون الاقمشة والسكاكين والزهورات والأعشاب والاواني المصنوعة من الفخار، رغم أن صناعة الفخار لاتحتاج سوى يصنعون أواني من طين ويشعلون عليها نيران، لكن الحمد لله العرب لايعرفون حتى يفخرون الأواني الطينية.
وكان اسلافنا عندما يذهبون إلى بلاد فارس والهند يتعجبون كيف يصنع الفرس والأفغان والهند الطعام الطيب والشهي، عندما رسم المستعمر البريطاني والفرنسي حدود الدول العربية وتم اكتشاف البترول انقلبت الأمور مع مرور الزمن ، وأصبح أهالي الخليج يذهبون للهند للبحث عن النساء والغلمان،
الهند حكمها دستور وبمرور الزمن تحسن وضعهم الاقتصادي، أيضا جاء عشرة ملايين مواطن هندي للعمل في الخليج وحصلوا على جناسي دول الخليج، أتذكر رجل أعمال إماراتي من أصل هندي اسمه كلري يملك مولات كثيرة، كان يقدم هدايا بعشرات آلاف الدولارات.
اكتشاف البترول بالخليج اجبر الشركات البترولية وشركات البناء استقدام عمالة هندية وصينية، لأن معظم أبناء دول الخليج من العرب لايقراون وهم ليسوا من أبناء المدن، نعم الان انتشر التعليم أصبح الكثير من أبناء عرب الخليج يقرأون ويكتبون، لكن اعدادهم لا تؤهلهم إلى سد طاقة الايدي العاملة، تم تجنيس عشرة ملايين هندي ومثلهم من الصينيين وملايين من الفلبينيين والباكستانيين حيث كان لهؤلاء الدور المهم في بناء دول الخليج.
الكثير من أبناء الهنود بدول الخليج أشكالهم تشبه بشكل تام وجوه العرب، الكثير من العرب بالفتوحات الإسلامية استقروا بالهند، قبل اكثر من ١٢٠٠ سنة، وحتى عندما تم إبادة الشيعة الفاطميين في مصر هرب الكثير من العرب المصريين الشيعة الاسماعيليين إلى الهند وقاموا في تأسيس إمارة اسلامية شيعية اسماعيلية في ولاية حيدر آباد يعرفون في البهرا، لازالوا موجودين ليومنا هذا، ولهم حكومة اقليمية، وعاد الكثير منهم حاليا إلى بلادهم الاصلية مصر واستقبلهم الرئيس الجنرال السيسي، وهم تجار وأصحاب رؤوس أموال عناصر تبني بالمجتمع المصري.
كنت راقد في مستشفى حفر الباطن كان عامل شكله يشبه شكل صديق لي قتل بالحرب مع ايران، سألته انت عراقي، قال لي انا هندي من حيدر اباد، شكله يشبه شكول العرب بالتمام، قال لي اصل عائلتي عرب، فعلا كلامه صادق،
بفضل الهنود والفرس من ابناء دول الخليج تعلم أهالي الخليج تناول انواع الطعام والتي تضع عليها البهارات والزعفران والمكسرات، الكثير من أهالي الخليج ياكلون الضب والجرابيع، بكل الاحوال مشروع الربط السككي الهندي يسهم في انتعاش أسواق الخليج وأفريقيا بظل وجود غالبية مواطنين بدول الخليج من أصول هندية وصينية، المستقبل للهنود بإذن الله، بعد أن تصبح الغلبة للهنود والصينيين نشاهد الاساطيل الهندية والصينية تجوب دول الخليج، ان شاء الله سوف يحدث تعاون وتعاضد، مابين الهنود وأبناء الخليج في المشاركة والعيش الكريم بين أبناء طوائف دول الخليج من الهنود والصينيين والافغان والباكستانيين والفرس.
الفيلسوف بن خلدون تنبه للحقيقة المرة عداء العرب للحضارة والعمران، يقول في مقدمته، حيث وصف ابن خلدون سيطرة العرب على الأمم الاخرى، وصف دقيق، يقول ، إنّما همّهم ما يأخذونه من أموال النّاس نهبا أو غرامة فإذا توصّلوا إلى ذلك وحصلوا عليه أعرضوا عمّا بعده من تسديد أحوالهم والنّظر في مصالحهم وقهر بعضهم عن أغراض المفاسد وربّما فرضوا العقوبات في الأموال حرصا على تحصيل الفائدة والجباية والاستكثار منها كما هو شأنهم وذلك ليس بمغن في دفع المفاسد وزجر المتعرّض لها بل يكون ذلك زائدا فيها لاستسهال الغرم في جانب حصول الغرض فتبقى الرّعايا في ملكتهم كأنّها فوضى.
صدق بن خلدون بكل ماقال، والحمد لله ان القوة باتت بيد الصينيين والهنود والروس والفرس والترك والاوربيين، لذلك دخول الهند والصين للخليج والشرق الاوسط مفيد لأنهم هم أصحاب القوة والنفوذ، وعلى العرب السمع والطاعة، القيم الصينية والهندية مبنية على التعاون والعيش المشترك، والتعاون.
تصوروا امس تم ضبط شيخ في الانبار اسمه حكمت العاني أمام مسجد حافظ للقرآن ويحفظ الاطفال، سولت له نفسه في اغتصاب اطفال، اهل الضحايا أقاموا دعوى قضائية بمحكمة جنايات الرمادي، القضاة دليم، والأطفال الضحايا من دليم، والمحامين من دليم، بعد نشر قرار المحكمة بحق هذا الشيخ الظالم، رأينا ردود أفعال جنونية من مئات المدونين والكتاب من أبناء المكون السني العراقي العربي ينفون وقوع هذه الحادثة، وان الشيعة الروافض هم من دبروا تلك القصة، بل حتى قرأت منشورات للمشايخ السنة يبراون المجرم الظالم من جريمته القبيحة وغير مهتمين للضحايا الأطفال، وحملوا عوائل الضحايا الجريمة بسبب افترائهم على حافظ القرآن الشيخ حكمت العاني، سبق لهم دافعوا عن شيخ داعشي اسمه ابو تبارك، اسموه عفيف وشريف الموصل، ورأيناه بعد تسليمهم الموصل لداعش كيف عفيف الموصل الشيخ اباتبارك بايع النافق ابو بكر البغدادي بالصورة والصوت، هل هؤلاء أهل حضارة وقيم وانسانية أم أنهم ناس أشرار، كل الأمم المتحضرة ترفض وتعاقب كل شخص يغتصب الاطفال، ولو شيخ حكمت العاني ارتكب جريمته في اغتصاب اطفال ويتم إيداعه بالسجن في دول أوروبا الحالية، لقام نزلاء السجن بنأديبه بطرق لاتخطر على بال الكثير من الناس، لا اريد ان أخوض بها ترفعا.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/9/2023
https://telegram.me/buratha