كندي الزهيري ||
بعد مرور أكثر من 100 يوم على تشكيل الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، لا تزال فقرات منها الحكومي تنتظر التنفيذ، الأمر الذي يثير قلق العديد من العراقيين، بشأن أحتمال تكرار سيناريو الحكومات السابقة أمرا وارد ، خصوصا بعد دعوة رئيس حركة "وعي الوطنية" صالح العرباوي ، معارضة حركته للحكومة الاتحادية الحالية برئاسة السوداني، داعيا في نفس الوقت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إنهاء اعتزاله للسياسة وتدارك الأوضاع الراهنة خشية من إنهيار الدولة العراقية !.
ليصرح السوداني على أن ؛ الحكومة أو البرلمان لم ترفعا سعر الصرف، وإن إجراءات تغيير محافظ ( البنك المركزي مصطفى غالب واستبداله بعلي العلاق ) مدروسة الوضع المالي للعراق بأفضل حالته ( المخزون المالي ) ، و أعتبر الكثير بان هذا التصريح مخالف للواقع . ليكمل السوداني بقوله : " أنّ تهريب العملة إلى الخارج كان يتمّ عبر تحويلات تتمّ على أساس فواتير (مزوّرة) لواردات كان يتمّ تضخيم أسعارها. وقال إنّ التهريب كان يتمّ عبر "فواتير مزوّرة، وكانت الأموال تخرج ويتمّ تهريبها، وهذا واقع، وإلا فما الذي كنّا نستورده مقابل 300 مليون دولار يومياً؟". وأضاف حتماً هذه الأموال كانت تخرج من العراق وهذه كانت مشكلة مزمنة منذ سنوات". بهذا التصريح برر السوداني الضغط الأمريكي عبر الدولار ، لنعود قليلا إلى الخلف ونرى مسار السوداني ، في غضون ثالثة شهور سجل سبع زيارات خارجية شملت بلداناً عربية وأقليمية وتتخطى إلى بلدان أوروبية، ذلك ضمن طموح وجرأة سياسية باقتحام الحدود، وبناء عالقات متينة وتذويب جليد الركود.
السوداني أخذ تجربة عبد المهدي بعين الاعتبار ، وبدل من أن يذهب إلى الصين ، ذهب إلى أوروبا ، السوداني يود إرجاع الطريق الحريري لكن بعيدا عن الصين وذلك بالإنفاق مع تركيا ، دون الذهاب إلى الصين والتحرش بأمريكا بشكل مباشر .
· قراءة السوداني للامريكيون :
1 – الدولار كان بمأزق لكن الحرب في روسيا انقذة الدولار، وذلك بسبب سحب الأموال المستثمرين من أوروبا إلى أمريكا.
2 - السوداني استفادة من الضغط الأوكراني ، لهذا أستخدم ألمانيا وفرنسا ، وأمريكا لا تستطيع التكلم معهم اليوم بسبب الازمة ، مما شجعه للذهاب إلى ألمانيا و فرنسا كانت حركة ذكية بأمتياز ، لكون السوداني أصبح يلاعب الأمريكيون بأدواتهم.
3 - السوداني خير الأمريكان بين أمران أما تعطوني الدولار لشراء الغاز أو تتركوننا نتعاقد مع شركة سيمنز ، وهذا ذكاء المفاوض يحسب له خصوصا بعد الاتفاقيات مع فرنسا.
· ثغرات الحكومة بيد أمريكا .
1- الشركات الحكومية لا تتناسب فكرها مع الفكر الحديث المتطور .
2-الأمريكي يقدم للعراق كل شهر سيولة بالدولار مشروطة ، وبسبب الصراع السياسي تحول العراق إلى أداة بيد الدولار .
3-العالم اليوم يبحثون على الذهب ، أما الحكومة لا تتقدم خطوة وإحدة إتجاه ذلك.
4- لا يوجد تحرك عراقي حقيقي يخص السندات .
5-العراق اليوم محط أنظار العالم ، لكن هناك خوف من النظام ، بسبب التزوير و الكوبشنات والرشاوي وغيرها تمنع تطور العراق وهو عمل مدروس ومحكم لكون ذلك مرتبط بزعامات لها اليد الطولى في الدولة والشارع .
6-لا يوجد بنك في العراق تصنيفه A، لذلك يضطر العراق أن يجعل وسطاء له في الدول ، من أجل التواصل مع العالم وهؤلاء لهم نسبة من الأموال .
7-الكثير من الشركات تهرب من العراق بسبب الفساد .
8- كل هم الحكومة سحب الأموال وجعل الموظف يعاني ،وتثبيت الرواتب فقط ولا حل غير هذا .
· نقاط ضعف رئيس مجلس الوزراء :
1- اشار الكثير الى أن "مكتب رئيس مجلس الوزراء لا يستمع إلا من مستشاريه فقط ".
2-هناك طروحات عدة تخلص العراق من ورطة الدولار ،لم تجد تفاعل مع هذا الموضوع .
3- السوداني يهمل معالجة الإعلام والسخط الشعبي ، مما يجعله يواجه نفس مشكلة السيد عادل عبد المهدي .
4-نحن نحتاج حكومة ذكية ، أما الحكومة الاكترونية هي حكومة فاشلة ، يصر عليها الكثير .
السوداني بتصريح لتلين موقف بين العراق وواشنطن بقوله : واشنطن صديقة للعراق ونعمل على ترتيب العلاقة مع التحالف الدولي . لكن ماذا تريد أمريكا من العراق اليوم تحديدا من السوداني :
1-الأمريكان يطلبون أن يكونوا جزء من حل الأزمة بطلب رسمي علني ، لكي توصل رسالة للجميع أننا أصحاب اليد الأقوى في العراق والمنطقة ، وهي رسالة للداخل وللاقليم ولروسيا وحلفائها من جهة وللصين من جهة أخرى خصوصا بعد الإجتماع الصيني بالدول العربية .
2-ورقة ضغط لأخذ مواقف من الحكومة العراقية تصب بصالح الأمريكان .
· ما الحل من جانب اقتصادي :
1 - بلوك تشين (Block chain) أو ماتسمى سلسلة الكتل فهي تقنية حديثة في تكنولوجيا المعلومات المتقدمة بأبسط العبارات فإن بلوك تشين هي قاعدة بيانات أو أسلوب جديد لتنظيم البيانات حيث تمتاز هذه التقنية بإدارة القوائم والسجلات المسماة (كتل أو بلوك) بأستمرار حيث يمكنها المحافظة على المعلومات والبيانات التي تخزن بها بشكل سلس وأمن . وهي تقنية تسمح للعراق للعمل بالدولار ومعرفة البضائع ودخولها والحد من(التهريب العملة) ، هو رقم موجود بكل العالم لا يمكن لأحد أن يزور هذا التقنية ، تعتمد تقنية "بلوكتشين" على التشفير لتأكيد المصداقية والأمن، وتتميز بإجراءات غير مركزية ومقاومة للعبث ورفع الإنتاجية، الأمر الذي يتيح تطبيقات واعدة في مجالات إستراتيجية، مثل الخدمات المصرفية والرعاية الصحية والزراعة والتصويت وسلاسل التوريد المعقدة والطاقة والملكية الفكرية والإدارة والهويات الرقمية وينطبق ذلك على القطاع الحكومي أيضاً. وتقضي طريقة التشفير هذه إنشاء رموز تحمي سرية البيانات فيُحوّل التشفير البيانات إلى صيغة يمكن قراءتها وفك رموزها بواسطة المستخدمين( المصرح لهم فقط ). ويمكن أن تنتقل البيانات بأمان من دون فك تشفيرها وانتهاكها من جهات غير مصرح لها. ويجوز للجهات المعتمدة فك تشفير البيانات بإستخدام "مفتاح"، وهو رمز خاص مناظر للرموز ومعروف فقط للمستخدم المصرح به.
· مثال تطبيقي:
افترض أن X يريد شراء منتج معين من Y، وبالتالي يريد أن يحول له مبلغ من المال.
في العمليات التقليدية المعتمدة كان لابد من وجود وسيط بين الطرفين وهو البنك على سبيل المثال؛ حتى يتمكن كلا الطرفين من إرسال واستقبال الأموال. لكن، وباستخدام تقنية blockchain الأمر قد يكون مختلفًا تمامًا، فهناك سجل مشترك مُسجل عليه ما يملكه كل فرد في حسابه، وعندما يقوم X بتحويل المبلغ إلى Y عبر التطبيق الخاص بالتقنية يُنظر إلى هذه المعاملة عبر الإنترنت ككتلة. ثم يتم توزيع هذه الكتلة عبر شبكة البلوك تشين الخاصة على كافة المشاركين الذين يتملكون نسخ من السجل من أجل التحقق من العملية أن X يمتلك بالفعل المبلغ الذي يرغب في تحويله إلى Y. وبمجرد التحقق عبر الشبكة من صحة المعاملة بالرجوع إلى السجل، يتم إضافة الكتلة هذه أو ما تُسمى عملات البلوك تشين إلى السلسلة وإضافتها إلى السجل في سلسلة جديدة مرتبطة بما قبلها ومشفرة بحيث يصعب التلاعب فيها أو تغييرها. وبالتالي تنتقل ملكية هذا المبلغ من حساب X إلى حساب Y على السجل. في جوهرها، تساعد هذه التقنية في قطع الوسيط، ولكن بشفافية وخصوصية كاملة. لكن هذه التقنية تواجه اعتراضات من قبل الفاسدين لكون هذه التقنية تمنع التلاعب ب ( العملة ) وتهريبها ، لكن حتى هذه التطبيق تود أمريكا أن تشرف عليه .
2 - تثبيت دينار الكترونيا ب ٣ دولار يقوي العملة وتصبح لاعب مهم
3 – إحترام العملة وأجبار التجار بالتعامل بالدينار لا بالدولار .
4 – قوة العملة تعتمد على قوة الاقتصاد وتنوعه .
5- جلب البنوك تدخل إلى العراق ، ضمن حدود وشروط تصب بمصلحة العراق ، وعكس ذلك سيرهن العراق.
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
