* د. إسماعيل النجار ||
لَم تغادر القوات الأميركية أفغانستان بالكامل بعد،
[ولم يعلن البيت الأبيض خروج آخر جندي أميركي منها بشكلٍ رسمي،
حتَّىَ بآنت معالم الإنفتاح الطالباني الذي أعلنت عنه الحركة منذ دخولها كابول،
[ أكثر من مئَة قتيل سقطوا بينهم إثنَي عشرة جندي أميركي أعلنت داعش الوجه الثاني لطالبان مسؤوليتها عن العملية المزدوِجَة،
بينما تسابق الإعلام العالمي لنقل خبر تبني (إبنة) أميركا المدللة وصنيعتها العملية في مطار كابل،
كانَ مسؤولون أميركيون رفيعوا المستوىَ في الإدارة الأميركية يتأسفون في باطنهم من خيانة اللذين صنعوهم ودربوهم وعلفوهم لكي يكونوا مخلصين لهم،
[ أما بالنسبة للعملية بحَد ذاتها إن دَلَّت على شيء مهم إنما تدُل على الوجه الحضاري الذي بدأوا بالتسويق له للإمارة الإسلامية الجديدة في أفغانستان وألتي يُهَلِّل لها كثيرون حول العالم ويحاولون التَقَرُب منها للتخلص من شرها وقطع الطريق على أميركا لكي لا تستخدمها.
وسيرى العالم بأسره في المستقبل القريب كيف ستكون أفغانستان طالبان، ولمَن لا يعرف نحن سنخبره أنها حتماََ ستكون غداََ بؤرة وباء يسكنها داعش ورفاقه من تنظيم القاعدة وجبهة النُصرَه والمنظمات الإرهابية الأصولية الأخرى،
اللذين سيتوفر لهم ملاذاََ آمن على أراضيها تؤسس لتحركات عسكرية على جانبي الحدود الإيرانية الأفغانية لزعزعة الأمن عليها وأيضاََ الحدود الصينية الأفغانية التي تخاف بكين إستغلال مظلومية المسلمين الإيغور لإفتعال هزات أمنية تعتبرها بكين تهديداََ لأمنها القومي.
أما روسيا حَدِّث ولا حَرَج وخصوصاََ أنها لا زالت تعالج أصابعها من نار الشيشان وأفغانستان لأعوام طويلة.
**الأميركيين حاولوا التفاهم مع طالبان من خلال مفاوضات الدوحة، ولكنهم خرجوا بإتفاقيات محدودة وسريَّة معهم تقتضي بتسليمهم البلاد من دون قتال وضمان عدم محاربة الجيش الأفغاني لهم من خلال الإيعاز لكبار الضباط في الجيش بضرورة وقوفهم كجمهور متفرج والتسليم،
وبالفعل هذا ما حصل وكل ما نراه اليوم يجري في مطار كابُل وحوله يشير إلى أن للأميركيين اليَد الطولى بهِ لكي يخففوا ضغط الهاربين نحو المطار حتى ولو كان على حساب جنودهم، بدليل أن القوات الأميركية منذ أيام ومن أجل تخفيف الضغط قامت بإطلاق النار على مواطنين افغان هاربين من طالبان حاولوا القفز من فوق سور المطار واستنكرت منظمات حقوق الانسان العملية لذلك كانت عملية التفجير المزدوجة بالأمس والتي نسِبَت لداعش قد أ اراحت الأميركيين رغم مقتل جنود لهم،
أيضاََ لفرنسا وبريطانيا حصة كبيرة في اتفاقيات طالبان واشنطن بعدما رُصِدَ ضباطاََ في المخابرات المركزية الفرنسية في إحدىَ المُدُن الافغانية تحيط بهم عناصر طالبان بهدف تأمين الحماية لهم من معرفة سبب تواجدهم هناك.
غداََ سترون وسيرى العالم بأم العين كيف سيتم نقل الإرهابيين من اليمن وليبيا وسوريا وتركيا وباقي دول العالم الى افغانستان لتصبح البؤرة الأكثر خطراََ في العالم وسيصعب السيطرة عليها وسيكون الدور الأميركي البريطاني الفرنسي رئيسياََ في دعمهم وتوجيههم لخلق مشاكل أمنية على الحدود المجاورة للبلاد.
* د.إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
27/8/2021